أبرز ما جاء في لقاء ترامب ونتنياهو حول غزة والتطبيع وإيران

في لقاء عُقد أمس الاثنين بالبيت الأبيض، ناقش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجموعة من الملفات الساخنة، على رأسها الوضع في غزة، وخطط التهجير، وملف التطبيع مع دول المنطقة، إلى جانب الملف الإيراني.
ملف غزة و”التهجير الطوعي”
أحد أبرز محاور اللقاء كان خطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، والتي تعود إلى مقترح طرحه ترامب في فبراير الماضي، وأبدت حكومة نتنياهو دعمها له. وفي هذا السياق، صرّح نتنياهو بأن “فكرة الإخلاء من غزة رائعة”، وأضاف:”من يريد المغادرة فليغادر، ومن يريد البقاء فليبقَ، ونحن نعمل مع الولايات المتحدة لإيجاد دول تمنح الفلسطينيين مستقبلًا أفضل”.
ترامب لم ينفِ استمرار هذا الطرح، ما يعكس أن الخطة ما زالت على الطاولة بقوة، وسط حديث عن تحركات دبلوماسية لتنفيذها.
صفقة تبادل ووقف إطلاق النار
فيما يخص جهود وقف إطلاق النار في غزة، قال ترامب إن المفاوضات تسير بشكل جيد، مشيرًا إلى أن “حماس أبدت رغبة في التفاوض”.
من جانبه، تحدث ستيف ويتكوف، المبعوث الرئاسي الأمريكي، عن فرصة حقيقية لعقد صفقة، في إشارة إلى صفقة تبادل الأسرى، والتي يجري التفاوض بشأنها حاليًا.
رؤية ترامب لحل الدولتين
عند سؤاله عن حل الدولتين، أحال ترامب الإجابة إلى نتنياهو، الذي قال: “الفلسطينيون يجب أن يتمكنوا من إدارة أنفسهم، ولكن ليس بقدرة تهددنا”.
واعتبر أن “حماس كانت تُدير غزة، وانظروا ماذا فعلت بها قبل السابع من أكتوبر”.
جائزة نوبل والترويج للسلام
في خطوة رمزية، رشّح نتنياهو الرئيس ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، مشيدًا بما وصفه بـ”صناعة ترامب للسلام في منطقة تلو الأخرى”.
ورد ترامب قائلاً: “أشكر نتنياهو وسارة، لدينا فرص عظيمة قادمة”، مؤكّدًا أن “السلام في الشرق الأوسط بات أقرب”.
إيران: ضغوط وضربات وخيارات مفتوحة
الملف الإيراني كان حاضرًا بقوة في اللقاء، حيث صرّح ترامب: “حدّدنا موعدًا للتفاوض مع إيران، وهم يريدون الحديث معنا”.
وأكد أن واشنطن دمّرت منشآت نووية إيرانية خلال الأسابيع الماضية، مضيفًا بسخرية أن “كل شيء كان منسقًا بدقة، حتى توقيت إطلاق النار تجاه قطر”.
وعن احتمال تنفيذ ضربة إضافية ضد إيران، قال ترامب: “آمل ألا نضطر لذلك، لا أتوقع أن يحدث. الإيرانيون في موقع مختلف الآن”.
كما أشار المبعوث ويتكوف إلى أن جولة المفاوضات السادسة مع إيران ستُعقد “على الأرجح الأسبوع المقبل”.
التطبيع.. سوريا على الخط
في مفاجأة سياسية، تحدث ترامب عن إمكانية التطبيع بين إسرائيل وسوريا، قائلًا إنه رفع العقوبات عن دمشق بطلب من عدة دول في الشرق الأوسط، من بينها إسرائيل.
وأضاف أنه التقى الزعيم السوري الجديد أحمد الشرع، و”ترك لديه انطباعًا قويًا”، مؤكدًا أن الخطوة جاءت لمنحه فرصة جديدة.
أما نتنياهو، فقد أشار إلى “فرصة يجب استكشافها”، مضيفًا:”خروج إيران من المشهد يُمهّد الطريق نحو استقرار وربما سلام مع سوريا. ترامب فتح قناة اتصال وقد يكون لدى السوريين ما يخسرونه من الحرب وما يكسبونه من السلام”.
خريطة الشرق الأوسط تتغير
يُظهر لقاء ترامب ونتنياهو وجود تفاهم عميق حول عدد من الملفات الحساسة، أبرزها غزة، التهجير، إيران، والتطبيع مع دول كانت حتى وقت قريب بعيدة عن سيناريوهات التسوية.
وإذا ما تمضي هذه الخطط قُدمًا، فقد يشهد الشرق الأوسط تحولات استراتيجية كبرى خلال الفترة المقبلة، تحت عنوان: سلامٌ بوجه جديد… وشروط جديدة.
تعليقات 0