21 مايو 2025 08:12
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

دماء دارفور..الدعم السريع يواصل القصف والجيش يحرر منطقة استراتيجية

في معركة الحياة أو الموت

عاشت السودان ساعات دامية خلال اليومين الماضيين، حيث تعرض المدنيون لاستهداف ممنهج من قبل ميليشيا الدعم السريع، التي لم تترك مخيمات اللاجئين بمنأى عن قصفها المتعمد، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.

وفي أحدث الهجمات، قُتل 14 مدنيًا وأصيب آخرون جراء قصف مدفعي شنته ميليشيا الدعم السريع على سوق نيفاشا داخل مخيم أبو شوك للنازحين في ولاية شمال دارفور.

دماء دارفور..الدعم السريع يواصل القصف والجيش يحرر منطقة استراتيجية - 1 - سيناء الإخبارية

وأكدت غرفة طوارئ المخيم أن القصف استهدف السوق كمكان للتجمع إضافة إلى المساجد والمنازل القريبة من المرافق العامة، ما دفع السكان إلى حفر ملاجئ تحت الأرض للحماية من القصف المستمر والطائرات المسيرة الانتحارية.

ويتعرض مخيم أبو شوك، الذي يعاني من المجاعة، لحملة تهجير ممنهجة عبر القصف اليومي الذي أدى إلى مقتل أعداد كبيرة من النازحين وتدمير مصادر المياه ومنازل كثيرة.

وتفرض ميليشيا الدعم السريع حصارًا خانقًا على مدينة الفاشر، حيث تم تهجير سكان العديد من القرى المحيطة بالمخيم وتدمير المرافق الطبية والأسواق ومصادر المياه، ما أدى إلى نقص حاد في السلع الغذائية وانعدامها في بعض الأحيان.

دماء دارفور

دماء دارفور..الدعم السريع يواصل القصف والجيش يحرر منطقة استراتيجية - 3 - سيناء الإخبارية

في ظل هذه الظروف المأساوية، يعاني سكان المخيم من توقف المركز الصحي عن العمل، وانعدام الأدوية والمواد الغذائية، مع توقف معظم المطابخ الخيرية عن تقديم الخدمات، باستثناء مطبخ واحد يخدم آلاف المدنيين.

من جانبها، أكدت شبكة أطباء السودان أن القصف الصاروخي المتواصل من ميليشيا الدعم السريع على أحياء الفاشر أدى إلى مقتل 19 شخصًا بينهم أطفال، وإصابة 28 آخرين، مشددة على استمرار الحصار والجوع الذي يزيد من معاناة أكثر من 350 ألف طفل في الولاية، في ظل تجاهل المجتمع الدولي لما يحدث في دارفور.

وأدانت الشبكة الهجمات التي أدت إلى خروج غالبية المرافق الطبية عن العمل، مؤكدة أن الدعم السريع دمر معالم الحياة في المنطقة عبر القصف والقتل الجماعي، مما يجعل مصير أكثر من مليون شخص في شمال دارفور مهددًا بالخطر.

في تطور ميداني جديد، استهدف هجوم بطائرة مسيرة معسكرًا لقوات “درع السودان” المتحالفة مع الجيش السوداني في منطقة سهل البطانة، ما أسفر عن مقتل 9 أشخاص بينهم 7 عسكريين، وإصابة 14 آخرين.

وتقاتل قوات درع السودان إلى جانب الجيش السوداني بعد انشقاق قائدها عن الدعم السريع في أكتوبر 2024، ما أدى إلى استعادة السيطرة على ولاية الجزيرة وأغلب ولاية الخرطوم.

دماء دارفور..الدعم السريع يواصل القصف والجيش يحرر منطقة استراتيجية - 5 - سيناء الإخبارية

ويعد هذا الهجوم الأول من نوعه على معسكر قوات درع السودان، ويشكل امتدادًا لهجمات ميليشيا الدعم السريع المستمرة على مواقع مدنية وعسكرية في عدة ولايات منذ بداية العام الجاري، والتي أسفرت أيضًا عن تدمير مستودعات نفطية استراتيجية ومحطات كهرباء ومياه ومطارات.

وفي الخرطوم، أصدرت منظمة أطباء بلا حدود تحذيرًا من تدهور الوضع الصحي بسبب انقطاع التيار الكهربائي الناجم عن استهداف محطات الكهرباء بطائرات مسيرة، ما تسبب في انقطاع الكهرباء بشكل كامل في العاصمة وضواحيها، مع تأثير سلبي كبير على الخدمات الصحية والمياه والمرافق الحيوية الأخرى.

وحذر بيان المنظمة من أن مستشفيات “النو” و”البلك” في أم درمان تعاني نقصًا حادًا في الكهرباء والأكسجين والمياه، وأن توقف خدماتها قد يهدد حياة آلاف المرضى، مع توقعات بارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا بسبب نقص مياه الشرب.

شهدت مناطق شمال شرق السودان أيضًا ضربات بطائرات مسيرة على مواقع حيوية، بينما استهدفت ميليشيا الدعم السريع خلال الأسابيع الماضية بنى تحتية مدنية في بورتسودان التي تأوي مئات الآلاف من النازحين.

في المقابل، حققت القوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة تقدمًا ملحوظًا بفرض سيطرتها على منطقة وادي العطرون الاستراتيجية الواقعة في المثلث الحدودي بين السودان وليبيا وتشاد.

دماء دارفور..الدعم السريع يواصل القصف والجيش يحرر منطقة استراتيجية - 7 - سيناء الإخبارية

وأعلن منى أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، أن القوات حققت انتصارًا كبيرًا بتحرير المنطقة من قبضة ميليشيا الدعم السريع الإرهابية، معبراً عن تفاؤله بقرب انتهاء الحصار المفروض على مدينة الفاشر واستعادة الأمن في الإقليم.

وأشار المتحدث باسم القوة المشتركة إلى أن تحرير وادي العطرون جاء بعد عملية عسكرية دقيقة ومنسقة، وأسفرت عن خسائر فادحة في صفوف الدعم السريع، مع تأكيد أن هذه الخطوة تمثل منعطفًا حاسمًا في استعادة الاستقرار وحماية المدنيين في دارفور.

تقع منطقة العطرون على طريق استراتيجي يربط بين الولاية الشمالية وشمال دارفور، ما يجعل تحريرها خطوة مهمة لفتح طرق الإمداد وإنهاء الحصار المفروض على المناطق المتضررة، وسط أمل في تهدئة النزاع وبدء عملية إعادة الإعمار والإنقاذ.