وفاة غامضة لوزير النقل الروسي بعد إقالته بساعات… انتحار أم تصفية؟

تعددت الروايات المتداولة في وسائل الإعلام الروسية بشأن موقع العثور على جثمان وزير النقل الروسي السابق رومان ستاروفويت، بعد ساعات فقط من صدور قرار رئاسي بإقالته من منصبه.

وقالت صحيفة “إزفستيا” إن الوفاة حدثت في منزله بمنطقة أودينتسوفو، أشارت قناة “بازا” إلى العثور عليه بين الأشجار في حديقة قريبة، فيما أكدت قناة RBC أن الجثة كانت خلف شجيرة بجوار سيارته. هذا التناقض أضعف من مصداقية الرواية الرسمية وأثار الشكوك.

توقيت الوفاة يضاعف الغموض

لم تقتصر التناقضات على المكان فقط، بل شملت أيضًا توقيت الوفاة. مجلة “فوربس” الروسية ذكرت أن الوفاة وقعت ليلة السبت 5 يوليو، بينما أفادت تقارير أخرى بأن ستاروفويت حضر اجتماعًا صباح 7 يوليو ثم انتحر لاحقًا في نفس اليوم. تضارب التوقيتات أثار تساؤلات حول التعتيم أو التأخير المتعمد في الإعلان عن الحادث.

الانتحار أم هروب من المحاكمة؟

رغم ترجيح فرضية الانتحار من قبل لجنة التحقيق الروسية، فإن تقارير صحفية من صحيفتي “فيدوموستي” و”كوميرسانت” أشارت إلى أن الوزير كان مهددًا بالملاحقة القضائية في قضايا فساد ضخمة تتعلق باختلاس مليار روبل مخصصة لتحصينات عسكرية. كما كشفت التحقيقات عن تورط مسؤولين سابقين أدلوا بشهادات ضده، مما يعزز احتمال أنه انتحر هروبًا من المحاكمة أو الفضيحة.

سلاح الانتحار.. مكافأة رسمية

من أبرز النقاط التي أثارت الجدل أيضًا نوع السلاح المستخدم في الحادث، حيث رجّحت تقارير أن المسدس من طراز “ماكاروف” وكان قد حصل عليه كجائزة رسمية في 2023. عدم نشر تقرير الطب الشرعي أو صور لموقع الجثة يترك الباب مفتوحًا أمام نظريات عدة، من بينها التصفية السياسية.

من هو رومان ستاروفويت؟

ولد رومان ستاروفويت عام 1972 في مدينة كورسك، ودرس الهندسة والإدارة العامة. تقلد مناصب مهمة، أبرزها قيادة وكالة “روسافتودور”، ثم منصب حاكم كورسك عام 2019، قبل أن يُعيَّن وزيرًا للنقل في مايو 2024. حصل خلال مسيرته على أوسمة رفيعة، من بينها وسام “ألكسندر نيفسكي” و”وسام الشرف”، إلا أن نهايته جاءت وسط عاصفة من الغموض والشكوك.