5 يوليو 2025 23:25
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

أكلات عاشوراء في العالم العربي.. طقوس نكهتها التقاليد والدين

يصادف يوم عاشوراء العاشر من شهر المحرم بالتقويم الهجري، ويحمل دلالات دينية وتاريخية مميزة لدى المسلمين في مختلف أنحاء الوطن العربي.

هذا اليوم الذي يُعد مناسبة للصيام والدعاء، يرتبط أيضًا بعادات غذائية متجذرة، تختلف من دولة لأخرى، حيث تنتشر أطباق شعبية يُعد بعضها ذا رمزية دينية أو اجتماعية، في حين يرتبط بعضها الآخر بالتراث الشعبي والعائلي.

رغم البعد الديني ليوم عاشوراء، إلا أنه يحمل أبعادًا اجتماعية وثقافية واضحة، حيث تعكس الأكلات التي تُحضّر في هذا اليوم تقاليد متوارثة تعزز من صلة الأرحام، وتُجسد قيم الكرم والمشاركة بين الجيران والأسر.

في مصر، يعتبر طبق “العاشوراء” من الحلويات الأساسية لهذا اليوم، وهو شبيه بالمهلبية، مصنوع من القمح المسلوق والحليب والسكر، ومزيّن بجوز الهند والزبيب والمكسرات.

يُقال إن هذه الحلوى تعود للعصر الفاطمي، حين كانت توزع في المناسبات الدينية، وما زالت بعض العائلات تحرص على توزيعها، إيمانًا بأن القمح في عاشوراء يجلب البركة.

أما في بلاد الشام، فتتنوع الأطباق بين القمح المسلوق والعدس، ففي سوريا تحضر “الهريسة”، وهي طبق مكون من قمح مهروس مطبوخ مع اللحم لساعات طويلة.

في فلسطين، يقدم مزيج القمح المسلوق مع الحمص والسكر والقرفة، كمذاق خفيف محبب، بينما تختلف النكهات والطرق في لبنان والأردن بحسب المنطقة.

في العراق، ليوم عاشوراء مكانة روحية خاصة، خصوصًا لدى الطائفة الشيعية، حيث تنتشر مواكب الخدمة في الشوارع لتوزيع الطعام مجانًا.

من أبرز الأطباق “الهريسة”، التي ترمز للصبر، و”شوربة الحب” المصنوعة من القمح أو الشعير مع الحمص والعدس، بالإضافة إلى “القيمة النجفية”، وهي خليط من اللحم والحمص والبهارات.

رغم أن إيران ليست من الدول العربية، فإن تأثير طقوسها العاشورائية انتقل إلى بعض دول الخليج مثل البحرين، حيث تُحضّر أطعمة خاصة بكميات ضخمة وتوزع في الحسينيات.

من بين الأكلات “الهريس”، و”اللحم بالعجين”، و”المرقوق”، وتُقدّم مع الأرز أو الخبز المحلي، في مشهد يُجسد الطابع الديني والاجتماعي في آن واحد.

أما في تونس، فيتم الاحتفاء بعاشوراء في أجواء عائلية، وتُعد أطباق مثل “السويق”، المصنوع من القمح المحمص والمطحون الممزوج بالسكر وزيت الزيتون أو الزبدة.

كما تُطهى وجبات أساسها القمح أو الشعير، وقد تُضاف إليها التوابل المحلية أو الحمص واللحم، حسب التقاليد المتبعة في كل منطقة.