26 يونيو 2025 23:18
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

أوروبا على حافة الألغام.. 5 دول في الناتو تنسحب من “أوتاوا”

وتخطط لزرع ملايين المتفجرات على حدود روسيا وبيلاروسيا

أعلنت خمس دول أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) — وهي فنلندا، إستونيا، ليتوانيا، لاتفيا، وبولندا — انسحابها من اتفاقية أوتاوا الدولية لحظر الألغام المضادة للأفراد، في خطوة تمهّد الطريق لزرع ملايين الألغام على حدودها مع روسيا وبيلاروسيا قبل نهاية عام 2025، وفق ما كشفت صحيفة 20 مينوتوس الإسبانية.

تتيح هذه الخطوة لهذه الدول إنتاج وتخزين ونشر الألغام الأرضية، رغم التحذيرات الدولية المتصاعدة من تداعياتها. ووفق التقرير، فإن ليتوانيا تُعد من أكثر الدول “تأهبًا”، نظرًا لامتلاكها حدودًا تمتد لمسافة 725 كيلومترًا مع روسيا وبيلاروسيا، وتخطط لتخزين المتفجرات في المناطق الحرجية والبحيرات الشرقية.

وتُقدر استثمارات ليتوانيا وحدها بنحو 930 مليون دولار في تطوير أنواع مختلفة من الألغام، ضمن موازنة دفاعية تمثل 5.5% من الناتج المحلي الإجمالي.

إلا أن هذه الخطط العسكرية أثارت هلعًا شعبيًا، خاصة في ليتوانيا، حيث أعرب السكان عن خشيتهم من خسارة حرية التنقل في الغابات، واحتمال وقوع ضحايا مدنيين. وقال أحد المواطنين: “الألغام قد تكون مفيدة للدفاع، لكنها كارثة علينا، لأنها قد تبقى لسنوات”.

من جهتها، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن “قلقها العميق”، ووصفت الخطوة بأنها “انتكاسة مقلقة للغاية”.

وقالت كوردولا دروجي، المديرة القانونية للجنة:”الألغام المضادة للأفراد ذات فائدة عسكرية محدودة، لكنها تحمل عواقب إنسانية كارثية، لا يمكن تبرير استخدامها بأي حال”.

وبحسب تقارير دولية، قتلت الألغام الأرضية ما لا يقل عن 2000 شخص حول العالم في عام 2023، 84% منهم مدنيون، وكان طفل من كل أربعة بين الضحايا.

تم توقيع اتفاقية أوتاوا عام 1997 ودخلت حيز التنفيذ في 1999، وتضم اليوم 164 دولة. وتحظر الاتفاقية إنتاج ونقل واستخدام وتخزين الألغام المضادة للأفراد، وتلزم الدول بتدمير مخزوناتها منها، وإزالة الألغام المزروعة ومساعدة الضحايا.

لكن من المثير أن القوى العسكرية الكبرى مثل الولايات المتحدة، روسيا، الصين، الهند، باكستان، وإيران لم تنضم للاتفاقية، مما يُضعف فاعليتها رغم النطاق الواسع لدعمها.

رغم الالتزامات، شهد عامي 2023 و2024 عودة نشطة لاستخدام الألغام في مناطق النزاع، ووفق منظمة مراقبة الألغام الأرضية، استخدمت روسيا وميانمار وإيران وكوريا الشمالية الألغام بشكل مباشر، ما زاد من تعقيد الجهود الدولية لنزعها.

في ظل هذه التطورات، يزداد التخوف من أن تُصبح أوروبا الشرقية على موعد مع “حقول موت نائمة”، تُهدد المدنيين لسنوات مقبلة، وتُدخل القارة العجوز في دوامة جديدة من المخاطر الأمنية والإنسانية.