7 سبتمبر 2025 23:57
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

 أوروبا على صفيح ساخن.. استعدادات شاملة في مواجهة شبح الحرب

تشهد القارة الأوروبية حالة استنفار غير مسبوقة، حيث تتسارع الخطوات بين العواصم المختلفة لتعزيز الجاهزية العسكرية والمدنية، في ظل تصاعد التوترات المرتبطة بالحرب الروسية الأوكرانية، واتساع رقعة القلق من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة عسكرية واسعة.

هذه الأجواء الملبدة دفعت الدول الأوروبية إلى إعادة رسم أولوياتها الأمنية والدفاعية، في مشهد يذكر بزمن الحرب الباردة لكن بتهديدات أكثر تعقيدًا ترتبط بعالم مترابط اقتصاديًا وتقنيًا.

فرنسا.. تجهيز المستشفيات لموجة طوارئ

في باريس، لم يقتصر الاستعداد على تعزيز القدرات العسكرية، بل شمل القطاع الصحي. وزارة الصحة أعلنت خططًا لتجهيز المستشفيات والمراكز الطبية للتعامل مع سيناريوهات جماعية للطوارئ، بما في ذلك استقبال أعداد كبيرة من الجرحى إذا اندلع نزاع مسلح.

كما أطلقت الحكومة تدريبات مشتركة بين الطواقم الطبية والجيش، في خطوة تعكس إدراكها لأهمية جبهة داخلية قوية قادرة على الصمود.

 ألمانيا.. خطط طوارئ شاملة

أما ألمانيا، فتسعى لتعويض سنوات من التراجع في الإنفاق العسكري عبر خطط شاملة للطوارئ، تضمنت إعادة تفعيل بعض الملاجئ العائدة لفترة الحرب الباردة، وتخزين إمدادات استراتيجية من الغذاء والوقود.

إلى جانب ذلك، تعزز برلين قدرات جيشها بالاستثمار في أنظمة الردع والدفاع الجوي الحديثة، فيما يعمل البرلمان على مراجعة سياسات الدفاع الوطني لضمان سرعة الاستجابة في الأزمات المفاجئة.

 دول البلطيق.. تعزيز الملاجئ وتحصين المدنيين

إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، الدول الواقعة على خط المواجهة مع روسيا، اتخذت خطوات استباقية واضحة، الحكومات خصصت ميزانيات إضافية لتوسيع الملاجئ وتدريب المدنيين على إجراءات الإخلاء والحماية، فيما تشهد المدارس والجامعات برامج توعية لتعزيز وعي المجتمع المدني وجاهزيته لمواجهة أي طارئ محتمل.

 بولندا.. دفاعات جديدة على الحدود الشرقية

في بولندا، التي تعد من أبرز داعمي أوكرانيا، بدأت الحكومة بناء تحصينات عسكرية واسعة على الحدود الشرقية، شملت نقاط مراقبة متقدمة وزيادة القوات قرب بيلاروسيا. وزارة الدفاع أوضحت أن هذه الإجراءات تهدف إلى حماية الأمن القومي، وفي الوقت ذاته تحمل رسالة ردع مباشرة لموسكو.

 رومانيا.. قواعد الناتو تتوسع

رومانيا بدورها أصبحت محورًا أساسيًا في استراتيجية الناتو على البحر الأسود، حيث توسعت القواعد العسكرية للحلف خلال الأشهر الماضية مع وصول تعزيزات أمريكية وأوروبية.

وأكد مسؤولون في بوخارست أن هذه الخطوة لا تقتصر على الدفاع، بل تعكس التزام الحلف بعدم ترك رومانيا تواجه التهديدات بمفردها.

 أوروبا بين القلق والتماسك

ورغم تفاوت مستويات الاستعداد بين الدول، إلا أن القاسم المشترك هو إدراك أن الحرب في أوكرانيا لم تعد قضية محلية أو إقليمية، بل تهديدًا مباشرًا للأمن الأوروبي.

التحركات المتسارعة بين تعزيز الدفاعات العسكرية وتقوية الجبهات الداخلية تعكس سعيًا لتحقيق التوازن بين الردع العسكري والجاهزية المدنية.

ومع ذلك، ترتفع أصوات تحذيرية داخل أوروبا تدعو إلى التهدئة والتركيز على المسار الدبلوماسي، خوفًا من أن تؤدي هذه الأجواء إلى تصعيد التوتر بدلًا من احتوائه.

لكن استمرار القتال في أوكرانيا وتزايد التلويح بالقوة بين موسكو وحلف الناتو يجعل من سيناريو الحرب الشاملة احتمالًا لا يمكن استبعاده.