18 مايو 2025 22:02
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

إسرائيل تواصل استهداف عائلة السنوار.. ضربات متلاحقة وسط غموض يلف مصير محمد السنوار

منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة عقب هجوم 7 أكتوبر 2023، تكثّف إسرائيل من استهدافها لعائلة يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، والذي لقي حتفه في أكتوبر 2024 إثر قصف مدفعي واشتباكات داخل أحد المنازل في مدينة رفح.

وتنوّعت الضربات الإسرائيلية بين محاولات اغتيال مباشرة وتدمير منهجي لمنازل أفراد العائلة. فقد تم استهداف منازل كل من محمد ويحيى السنوار، إلى جانب منازل أشقاء وشقيقات وأقارب من الدرجتين الأولى والثانية، بل طالت الغارات أيضًا أصهار العائلة.

وفي تطور جديد، قصفت طائرة حربية إسرائيلية فجر الأحد خيمة تؤوي عائلة الدكتور زكريا السنوار، أستاذ التاريخ المعاصر في الجامعة الإسلامية، بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة. وأشارت الأنباء الأولية إلى مقتله، إلا أن مصادر عائلية أكدت أنه أُصيب بجروح خطيرة، في حين قُتل اثنان من أبنائه وابنته في القصف. وكان زكريا يعيش في خيمة مجاورة لمنزله المدمر في قصف سابق.

ورغم أن زكريا السنوار لا يُعد من القيادات البارزة في “حماس”، إلا أنه كان ناشطًا محليًا في خان يونس والنصيرات، وسبق أن شغل عضوية مجلس الشورى للحركة، بالإضافة إلى عمله ضمن إحدى هيئاتها الإدارية.

وتواصلت الاستهدافات لتشمل شقيقًا رابعًا لليحيى السنوار أُصيب بجروح طفيفة في قصف منتصف عام 2024، إلى جانب استهداف منزلين لشقيقتين له، فقدت إحداهما نجلها في الغارة، بينما نجت الأخرى بسبب عدم وجودها في المنزل لحظة القصف، وفقًا لما أكده أقارب العائلة.

كما قُتل عدد من أبناء أشقاء السنوار وشقيقاته وأقاربه وأصهاره في غارات متفرقة على القطاع. من بينهم إبراهيم محمد السنوار، الذي لقي مصرعه في أغسطس 2024 خلال قصف استهدف فتحة نفق، كان يحاول من خلاله نقل عمه إلى موقع آخر، وفق ما كشفته “الشرق الأوسط” آنذاك.

إسرائيل تواصل استهداف عائلة السنوار.. ضربات متلاحقة وسط غموض يلف مصير محمد السنوار - 1 - سيناء الإخبارية

مصير غامض يحيط بمحمد السنوار

في الأيام الأخيرة، أعلنت إسرائيل عن تنفيذ عملية نوعية استهدفت محمد السنوار، قائد “كتائب القسام”، الذراع العسكرية لحركة “حماس”، الذي يُعتقد على نطاق واسع أنه كان العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر.

ورغم تأكيد إسرائيل أن السنوار كان داخل النفق الذي جرى استهدافه شرق خان يونس، لم تصدر “حماس” أو أي جهة مستقلة تأكيدًا حول مقتله حتى الآن. وتشير المصادر داخل الحركة إلى أن التواصل مع محمد السنوار يجري ضمن دائرة محدودة جدًا، بوسائل بعيدة عن التكنولوجيا، ما يعقّد عملية التأكد من وضعه الحالي.

وبينما بدأت عمليات البحث عنه بعد توقف الغارات في المنطقة، أكدت مصادر من الحركة أن من المبكر إصدار حكم نهائي حول مصيره.

ويبدو أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية على قناعة بنجاح العملية، حيث ألمح وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى اغتياله ضمن تصريحات قال فيها: “سنغتال عبد الملك الحوثي كما استهدفنا السنوارين وهنية ونصر الله”، في إشارة إلى يحيى ومحمد السنوار، وإسماعيل هنية، الذي قُتل في يوليو 2024 خلال وجوده في طهران، وحسن نصر الله، الذي اغتيل في سبتمبر من العام نفسه في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وتشير هذه التصريحات إلى أن إسرائيل تعتبر استهداف عائلة السنوار جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى ضرب البنية القيادية لحركة “حماس” ومحيطها الضيق، في سياق حرب تبدو مفتوحة على كافة الاحتمالات.