20 مايو 2025 05:55
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

استعادة “العطرون”.. انتصار إستراتيجي للجيش السوداني في شمال دارفور

حققت القوات المسلحة السودانية، مدعومة بالقوات المشتركة التابعة للحركات المسلحة، تقدمًا ميدانيًا جديدًا في صراعها مع قوات الدعم السريع، بإعلانها استعادة السيطرة على منطقة العطرون الإستراتيجية الواقعة في أقصى شمال ولاية شمال دارفور، بعد مواجهات وصفت بالعنيفة.

وأعلن حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، عبر منشور على صفحته الرسمية على “فيسبوك”، أن القوات المسلحة والقوات المشتركة “حررت منطقة العطرون من قبضة مليشيا الدعم السريع الإرهابية”، حسب وصفه، مشيدًا بما وصفه بـ”الانتصارات العظيمة” التي يحققها الجيش في الإقليم.

من جانبها، أصدرت القوات المشتركة للحركات المسلحة بيانًا أكدت فيه “بفخر واعتزاز تحرير منطقة العطرون الصحراوية”، والتي كانت خاضعة لسيطرة الدعم السريع منذ أبريل الماضي.

أهمية إستراتيجية

تكتسب منطقة العطرون أهمية جغرافية وعسكرية بالغة، كونها تقع على طريق صحراوي حيوي يربط بين الولاية الشمالية وشمال دارفور، وتطل على مثلث حدودي حساس يضم تقاطع حدود السودان مع كل من ليبيا، ومصر، وتشاد، ما يمنحها بعدًا إستراتيجيًا في معادلات السيطرة والنقل والإمداد.

واستعادة العطرون تعكس تحولًا ميدانيًا مهمًا في سير المعارك المتواصلة منذ اندلاع النزاع بين الجيش والدعم السريع في منتصف أبريل 2023، والذي خلف وفق بيانات الأمم المتحدة أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، فيما قدرت دراسات بحثية مستقلة عدد الضحايا بما يزيد عن 130 ألف قتيل.

تراجع قوات الدعم السريع

وخلال الأسابيع الأخيرة، شهدت خريطة السيطرة الميدانية تغيّرات متسارعة، تمكّن فيها الجيش من استعادة مواقع حساسة في العاصمة الخرطوم، شملت القصر الجمهوري، ووزارات سيادية، والمطار الدولي، فضلًا عن مقرات أمنية وعسكرية.

وفي الولايات الأخرى، تقلّصت رقعة نفوذ الدعم السريع بشكل ملحوظ، ولم تعد تسيطر سوى على أجزاء محدودة من ولايات شمال وغرب كردفان، وبعض الجيوب في جنوب كردفان والنيل الأزرق، إلى جانب أربع ولايات من إقليم دارفور.

مستقبل المعركة

وتشكل استعادة العطرون رسالة ميدانية وسياسية بأن موازين القوى بدأت تميل لصالح الجيش، ما قد يعزز موقعه في أي مفاوضات مستقبلية أو تسوية محتملة، وسط تصاعد الضغوط الدولية لإنهاء النزاع الذي طال أمده، وأدى إلى أزمة إنسانية هي الأسوأ في إفريقيا حاليًا، وفق تقديرات أممية.