استعدادات إسرائيلية لاقتحام غزة برياً وإخلاء المدينة مع خطط لتهجير السكان

تواصلت التصعيدات العسكرية في قطاع غزة، مع إعلان قوات الاحتلال الإسرائيلية عن استعدادها لشن هجوم بري واسع على المدينة، في وقت يشهد فيه القطاع المحاصر أزمة إنسانية حادة، مع تصاعد معدلات النزوح والدمار وسوء التغذية بين الأطفال.

قوات الاحتلال حشدت مئات الدبابات وناقلات الجند المدرعة وجرافات D9 على مشارف مدينة غزة، تحت غطاء جوي كثيف، في إطار العمليات العسكرية المتواصلة منذ أكتوبر 2023.

وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن أرتال المدرعات التابعة للفرقتين 98 و162 ستعبر المنطقة العازلة الجديدة داخل حدود غزة، في حين أمر الجيش الإسرائيلي، الجمعة، بإخلاء المدينة معتبرًا البقاء فيها “أمرًا في غاية الخطورة”، وحدد مناطق في جنوب القطاع يمكن لسكان غزة النزوح إليها، منها النصيرات، البريج، الزوايدة، المغازي، غرب المصدر، دير البلح، القرارة 6 و7، وأحياء المواصي والجلاء والنصر والتحرير في خان يونس، بالإضافة إلى غرب حي الأمل وغرب حي بطن السمين وغرب حي قيزان أبو رشوان.

وأشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن الجيش الإسرائيلي يتوقع انتهاء العملية بحلول يناير 2026، مع التحذير من التعامل مع أي جدول زمني بحذر، كما كشفت عن تدريبات الجنود على تقنيات قتال جديدة تشمل تدمير المباني دون الدخول إليها، وتجنب الكمائن، والتقدم عبر الأنقاض التي يستخدمها مقاتلو حماس كغطاء، مشيرة إلى أن العديد من المجندين لم يسبق لهم دخول غزة قبل ذلك، وكان بعضهم لا يزال في المدرسة الثانوية في 7 أكتوبر 2023.

في السياق ذاته، كشف التلفزيون الإسرائيلي عن خطة تهجير تسمح لسكان غزة بمغادرة القطاع جوًا وبحرًا، بالتزامن مع ترويج سلطات الاحتلال لمبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتشجيع الهجرة من غزة.

ميدانيًا، أفادت مصادر طبية في غزة باستشهاد 42 فلسطينياً بنيران الاحتلال منذ فجر الجمعة، بينهم 33 في مدينة غزة وشمالي القطاع. وشهدت الأيام الأخيرة حملة تدمير تدريجية لمبانٍ سكنية مرتفعة، أدت إلى نزوح عشرات العائلات وزيادة حجم الأزمة الإنسانية.

البيانات الرسمية أظهرت دمارًا واسعًا في البنية التحتية، حيث دمر الاحتلال 12 بناية يزيد عدد طوابقها عن 7 طوابق تضم نحو 500 شقة، و120 بناية أقل من 7 طوابق تضم حوالي 7,200 مواطن، إضافة إلى أضرار جزئية في أكثر من 500 مبنى، ما حرم نحو 30 ألف شخص من مأواهم، كما تم تدمير أكثر من 600 خيمة نازحين و10 مدارس و5 مساجد، ليصبح أكثر من 50 ألف شخص بلا مأوى خلال أقل من أسبوع.

من جهة أخرى، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من تزايد معدلات سوء التغذية بين الأطفال في قطاع غزة، مشيرة إلى أن نسبة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد ارتفعت إلى 13.5% في أغسطس، بعد أن كانت 8.3% في يوليو، فيما بلغت النسبة في مدينة غزة 19%، مقابل 16% في الشهر السابق، ما يعكس تفاقم الأزمة الإنسانية في ظل استمرار الحصار والقصف.