14 سبتمبر 2025 18:16
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

اكتشاف ورشة لصهر النحاس وآثار صناعية بوادي النصب في جنوب سيناء

أعلنت وزارة السياحة والآثار، اليوم، عن كشف أثري جديد في موقع وادي النصب بجنوب سيناء، حيث تمكنت البعثة الأثرية المصرية من العثور على ورشة لصهر النحاس، إضافة إلى عدد من المباني الإدارية ونقاط المراقبة، بجانب سبائك نحاسية بأحجام وأشكال متعددة.

ويُعد هذا الكشف دليلًا واضحًا على وجود نظام صناعي متطور لصناعة وصب النحاس قبل نقله إلى وادي النيل لاستخدامه في الأغراض الحرفية والعسكرية والإدارية.

وفي هذا السياق، أوضح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن سيناء تضم عدة طرق تاريخية للتعدين، لافتًا إلى نقش عثر عليه بتل الضبعة أو “حات وعرت – أواريس”، يسمى (r w3ty) بمعنى “فم الطريقين”، في إشارة إلى طريق حورس الحربي بسيناء الشمالية، وطريق وادي الطميلات المؤدي إلى جنوب سيناء.

وأضاف ريحان أن هناك طريقًا ثالثًا ارتبط بالعاصمة منف، يبدأ من ميدوم بمصر الوسطى مرورًا بوادي عربة حتى خليج السويس، ثم العبور إلى الساحل الشرقي عند سهل المرخا.

وكشفت البعثة الفرنسية بمنطقة وادي الجرف على خليج السويس – على بُعد 140 كم جنوب السويس – عن آثار تعود إلى الدولة القديمة، تضمنت ميناء ووثائق تؤكد أهمية هذا الطريق، الذي كان يسلكه المصريون باستخدام الدواب وصولًا إلى وادي سنور وبئر بخيت، ثم إلى البحر عند وادي الجرف حيث ترسو السفن المتجهة إلى سهل المرخا، وذلك وفق دراسة أثرية للدكتور مصطفى محمد نور الدين، المدير العام بآثار جنوب سيناء.

وأشار ريحان إلى دراسة أخرى أوضحت أن العين السخنة كانت نقطة محورية، حيث اكتشف الدكتور محمود عبد الرازق نقوشًا صخرية على ساحل خليج السويس، تبعتها أعمال بعثة مشتركة من جامعة قناة السويس والمعهد الفرنسي للآثار الشرقية منذ عام 2002.

وأسفرت الحفائر عن اكتشاف تسع مغارات لاستخراج المالاكيت، وأفران لصهر المعدن، ومساكن للعمال، إلى جانب سفينة محترقة داخل إحدى المغارات، مما يثبت أن الموقع كان من أهم مراكز تعدين النحاس منذ عصر الدولة القديمة حتى العصر المتأخر، كما وُجدت به نقوش قبطية ويونانية ونبطية.

وأكد أن العين السخنة كانت منطلقًا للرحلات إلى سيناء، بدليل تكرار أسماء قادة الحملات على النقوش الصخرية بالعين السخنة وجنوب سيناء.

وبين أن الوصول إليها كان يتم عبر اتجاهين: الأول من وادي الطميلات مرورًا بالمسخوطة وسرابيوم وجبل أبو حسة حتى القلزم وبئر عديب ثم العين السخنة، أما الاتجاه الثاني فمن العاصمة منف ووادي النيل.

وكشفت منطقة آثار السويس عام 2005 عن ثلاثة مواقع على هذا الطريق (الحروس – الرسيس – الخافوري) غرب العين السخنة، وهو ما يعكس أهمية هذا المسار المباشر من الدولة القديمة حتى الدولة الوسطى.

وشدد خبير الآثار على أن قدماء المصريين اهتموا اهتمامًا بالغًا بتعدين الفيروز والنحاس في سيناء منذ الدولة القديمة، حيث استخرجوا الفيروز من سرابيط الخادم والنحاس من وادي النصب الغربي، مستخدمين موانئ أبو زنيمة وأبو رديس كنقاط انطلاق.

وطالب ريحان بضرورة ترميم وتطوير محطات هذا الطريق وتحويلها إلى متحف مفتوح يوضح طرق التعدين القديمة، وربطه سياحيًا بطريق حورس الحربي في شمال سيناء والقلاع العسكرية القائمة عليه، مشيرًا إلى أن هذين الطريقين يشكلان قيمة أثرية استثنائية تستوجب إعداد ملف لضمّهما إلى قائمة التراث العالمي باليونسكو.

اكتشاف ورشة لصهر النحاس وآثار صناعية بوادي النصب في جنوب سيناء - 1 - سيناء الإخبارية اكتشاف ورشة لصهر النحاس وآثار صناعية بوادي النصب في جنوب سيناء - 3 - سيناء الإخبارية اكتشاف ورشة لصهر النحاس وآثار صناعية بوادي النصب في جنوب سيناء - 5 - سيناء الإخبارية اكتشاف ورشة لصهر النحاس وآثار صناعية بوادي النصب في جنوب سيناء - 7 - سيناء الإخبارية