الاستعدادات للانتخابات النيابية تدخل مرحلة الحسم..الأحزاب تكثّف جهودها
والبرامج تُصاغ برؤية واقعية وشاملة

مع اقتراب الاستحقاقات البرلمانية المقبلة، تشهد الساحة السياسية المصرية حالة من الحراك المكثف من قبل الأحزاب والقوى السياسية، التي بدأت في رفع وتيرة الاستعدادات بالتوازي مع إقرار مجلس النواب للقوانين المنظمة للعملية الانتخابية، وعلى رأسها قانون تقسيم الدوائر، وقانوني مجلسي النواب والشيوخ.
وتستغل الأحزاب إجازة عيد الأضحى المبارك لتكثيف تواصلها مع المواطنين، عبر الأنشطة الميدانية والجولات الشعبية، إلى جانب تنظيم ورش عمل لتأهيل الكوادر الحزبية وتحديث البرامج الانتخابية بما يواكب متغيرات المرحلة ويعبر عن تطلعات المواطنين.
تكثف الهيئات العليا للأحزاب جهودها لإعداد القوائم النهائية لمرشحيها على المقاعد الفردية والقوائم المغلقة، مع بدء اتصالات بين عدة قوى سياسية لتشكيل تحالفات انتخابية قبيل موعد الانتخابات، وسط ترجيحات بإجراء انتخابات الشيوخ في أغسطس، والنواب في نوفمبر المقبل.
وتتركز البرامج الانتخابية الحالية على قضايا محورية أبرزها:
الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي
تمكين المرأة والشباب
وضع معايير صارمة لاختيار المرشحين
رئيس مجلس النواب، المستشار الدكتور حنفي جبالي، أكد أن الانتخابات المقبلة ستُجرى تحت إشراف قضائي كامل، مشيرًا إلى أن كل صندوق انتخابي سيكون تحت إشراف أحد أعضاء الهيئات القضائية، ضمانًا للشفافية والنزاهة.
في السياق نفسه، شدد وزير الشؤون النيابية والتواصل السياسي، المستشار محمود فوزي، على أن الهيئة الوطنية للانتخابات تمتلك خبرة محلية ودولية واسعة وتعمل وفق أفضل الممارسات الانتخابية، مؤكدا التزام الدولة بدعم التعددية الحزبية وتعزيز ثقة المواطنين في العملية السياسية.
حزب الجبهة الوطنية، برئاسة الدكتور عاصم الجزار، عقد اجتماعات مكثفة لمناقشة برنامجه الانتخابي الذي سيركز على العدالة الجغرافية والطموحات الشعبية، كما تم تكليف الأمانات النوعية والمحافظات ببحث قضايا المواطنين والتفاعل معهم بشكل مباشر.
من جانبه، أكد النائب طارق رضوان، عن حزب مستقبل وطن، أن الحزب يمتلك أكثر من 5 آلاف وحدة حزبية على مستوى الجمهورية، مشددًا على أن اختيار المرشحين يعتمد على فاعلية التنظيم الحزبي وليس فقط قوة المرشح الفردية.
حزب الغد، بقيادة المهندس موسى مصطفى موسى، أعلن عزمه الدفع بمرشحين على قدر عالٍ من الكفاءة والوطنية، مشيرًا إلى سعي الحزب لتحقيق تمثيل وطني مشرف يساهم في دعم الدولة ومواجهة التحديات السياسية والاقتصادية.
أما حزب الإصلاح والنهضة، فقد أطلق سلسلة من الصالونات السياسية لمناقشة ملفات نوعية مثل الاقتصاد والتعليم والصحة، في خطوة تهدف إلى صياغة برنامج انتخابي واقعي قائم على الرؤية العلمية والتجارب الناجحة.
حزب المؤتمر نظم ندوة بعنوان “تمكين المرأة في المجتمع” في إطار خطته لتأهيل كوادر نسائية لخوض المعركة الانتخابية بكفاءة، بينما أكد حزب المصريين الأحرار، برئاسة الدكتور عصام خليل، أن برنامجه سيحمل شعار “برلمان الجمهورية الجديدة”، ويهدف إلى تمثيل المواطن المصري بصوت يعكس احتياجاته وهمومه اليومية بعيدًا عن الشعارات الجوفاء.
رغم التحديات المالية، أعلن الدكتور عبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد، أن الحزب سيخوض الانتخابات ضمن ائتلاف يشمل حزب الأغلبية، مؤكدًا أن الأولوية في الترشح ستكون للكوادر الوفدية، وأن اختيار المرشحين سيتم وفق معايير محددة تراعي تمثيل الحزب وموارده المالية.
أكد أحمد منصور، نائب رئيس حزب المؤتمر، أن إشراف القضاة على الانتخابات يعزز مصداقية العملية السياسية ويعطي دفعة قوية نحو تعزيز ثقة المواطنين في المسار الديمقراطي، مشددًا على أن الدولة تبذل جهدًا واضحًا لتوفير بيئة انتخابية نزيهة وشفافة.
مع اقتراب موعد الانتخابات، يتزايد الزخم السياسي والحزبي، ما يُنذر بموسم انتخابي ساخن تتنافس فيه البرامج لا الشعارات، والأداء لا الوعود، في مشهد يعكس حرص الدولة والمجتمع على ترسيخ مبدأ التعددية السياسية وتفعيل دور المواطن في رسم ملامح المستقبل
تعليقات 0