الاعتراف بفلسطين يكتسب زخمًا أوروبيًا بعد مجازر قطاع غزة

أعلنت ثلاث دول أوروبية هي إسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا، في مايو 2024، اعترافها رسميًا بدولة فلسطين، في خطوة تأتي على خلفية الحرب الإسرائيلية الدامية التي يشهدها قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023.

والتي وصفها مراقبون بأنها حرب إبادة جماعية بحق المدنيين الفلسطينيين، يقابلها صمود شعبي لافت والتزام واضح بمعاملة الأسرى وفق القانون الدولي.

وعقب هذه الاعترافات، تتجه دول أوروبية أخرى، في مقدمتها فرنسا وإيطاليا، لاتخاذ خطوات مماثلة، مدفوعة بالأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، والعدد الكبير من الضحايا المدنيين، خصوصًا الأطفال، نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية.

عضوية كاملة

وفي بيان مشترك صدر عن إسبانيا وأيرلندا وسلوفينيا والنرويج، خلال اجتماع مجموعة “مدريد+”، دعت الدول الأربع إلى منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، معتبرة أن الاعتراف بفلسطين لم يعد مجرد موقف أخلاقي، بل ضرورة سياسية ودبلوماسية ملحة في ظل الجمود المستمر في عملية السلام.

حتى اليوم، اعترفت 147 دولة من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة بدولة فلسطين، في مؤشر على تنامي الدعم الدولي لحقوق الشعب الفلسطيني.

بحسب وكالة “نوفا” الإيطالية، أظهرت إيطاليا تحولًا جذريًا في موقفها من الحرب، حيث صوتت لصالح قرار قدمه الوفد الفلسطيني في منظمة الصحة العالمية يدعو إلى:

وقف فوري لإطلاق النار

وصول غير مقيد للمساعدات

حماية المرافق الصحية

تمويل دولي لإعادة الإعمار

تم إقرار النص بأغلبية 114 صوتًا مقابل صوتين معارضين، بينما امتنعت 15 دولة عن التصويت. وأعلنت الممثلية الإيطالية الدائمة في جنيف تأييدها الكامل للقرار.

الاعتراف بفلسطين

وأكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني أن هناك انتهاكات واضحة للقانون الإنساني الدولي من جانب إسرائيل، مطالبًا بوقف القصف والإفراج عن المحتجزين، ومشيرًا إلى أن إيطاليا ستعترف بدولة فلسطين في سياق حل تفاوضي يضمن اعترافًا متبادلًا بين الجانبين.

من جانبه، حذر وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو من أن قطاع غزة تحول إلى “فخ للموت”، داعيًا إسرائيل إلى وقف الانتهاكات الإنسانية وتسهيل إدخال المساعدات.

وأكد أن بلاده لا تزال “مصممة” على الاعتراف بدولة فلسطين في إطار حل الدولتين.

خلال لقاء جمعه بنظيره الأمريكي ماركو روبيو، شدد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس على ضرورة كسر الحصار المفروض على غزة وتسهيل دخول المساعدات، مؤكدًا أن الحل النهائي للصراع يجب أن يكون عبر دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة، تشمل غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية عاصمة لها.

ووصف رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس العمليات الإسرائيلية في غزة بأنها “غير مبررة وغير مقبولة”، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار وتسهيل عمل المنظمات الإنسانية داخل القطاع المحاصر.