4 يوليو 2025 14:58
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

القبة الحرارية تحاصر أوروبا .. صيف قاتل وحرائق تهدد القارة

تعيش أوروبا صيفًا استثنائيًا في 2025، مع اجتياح موجة حر غير مسبوقة حولت القارة إلى بؤرة لدرجات حرارة قياسية ومخاطر بيئية وصحية متصاعدة.

مع بداية يوليو، سجلت عدة دول أوروبية ارتفاعات تجاوزت 40 درجة مئوية، وسط ذهول المواطنين وتحذيرات العلماء من اتساع نطاق الظاهرة التي تُعرف بـ”القبة الحرارية”.

رغم تأكيد الأمم المتحدة أن يوليو هو الأشد حرًا عادةً في نصف الكرة الشمالي، إلا أن شدة الحرارة هذه المرة فاقت التوقعات، ما يُنذر بأن القادم قد يكون أسوأ، نتيجة التغيرات المناخية المتسارعة بفعل الأنشطة البشرية.

البيانات الصادرة عن هيئة «كوبرنيكوس» الأوروبية لتغير المناخ كشفت أن القارة العجوز تشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة بوتيرة أسرع من أي مكان آخر على وجه الأرض.

الظاهرة التي تُعرف بـ”القبة الحرارية” تعمل على احتجاز الهواء الساخن فوق أوروبا، وتمنع حركة الرياح والغيوم، مما يجعل الأجواء خانقة وقاتلة أحيانًا.

وفي تفسير علمي أوضح، شبه خبراء الظاهرة بأنها تشبه تأثير “الفرن”، حيث تسطع الشمس لساعات طويلة، ويحتجز الهواء الساخن داخل طبقات الجو العليا، ما يؤدي إلى ارتفاع غير طبيعي في درجات الحرارة وزيادة احتمالات اندلاع حرائق غابات، خاصة في المناطق الجنوبية من القارة.

الصورة على الأرض كانت قاسية

  • في إنجلترا، تم تسجيل أعلى درجات حرارة لشهر يونيو منذ عام 1884، مصحوبة بحرائق وانقطاعات في البنية التحتية.
  • في البرتغال، تجاوزت الحرارة 46.6 درجة مئوية، بينما التهمت النيران مساحات شاسعة من الغابات في كاتالونيا الإسبانية.
  • فرنسا ردّت بإغلاق المدارس وفرض قيود على حركة السيارات مع ارتفاع عدد الإصابات المرتبطة بالإجهاد الحراري.
  • إيطاليا فرضت حظرًا على العمل في الهواء الطلق في ساعات الذروة، وسط تقارير عن جفاف غير مسبوق.
  • بلجيكا وهولندا أغلقتا عددًا من المعالم السياحية والمدارس في محاولة لتقليل المخاطر على السكان.
  • أما تركيا، فشهدت إخلاء آلاف المواطنين من منازلهم بسبب موجة حرائق مدمّرة.

المشهد يزداد قتامة بعد التقارير التي تحدثت عن سقوط ضحايا: فقد توفي 8 أشخاص على الأقل حتى الآن بسبب موجات الحر، بينهم أربعة في إسبانيا، واثنان في كل من فرنسا وإيطاليا.

الأمم المتحدة وصفت هذه الظاهرة بأنها “القاتل الصامت”، نظرًا لتأثيرها المفاجئ والخطير على الفئات الأضعف مثل كبار السن والمرضى.

ومع استمرار هذه الظاهرة وغياب حل عالمي حاسم لمواجهة التغير المناخي، تبدو أوروبا وكأنها تدخل حقبة جديدة، تكون فيها فصول الصيف اختبارًا قاسيًا لقدرة الإنسان والطبيعة على التحمل.