17 يوليو 2025 05:13
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

انزعاج شيخ الأزهر من تهميش اللغة العربية.. تحذير من خطورتها على الوحدة العربية والهوية الثقافية

في ظل تراجع خطير لمؤشرات تعليم اللغة العربية، عبر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، عن انزعاجه الشديد من هذا الواقع، محذرًا من تبعاته على وحدة الأمة العربية وهويتها الثقافية والحضارية.

جاء ذلك خلال استقباله اليوم الأربعاء بمشيخة الأزهر، الدكتور محمد ولد أعمر، مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، حيث ناقشا سبل تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي على المستوى العربي.

وأكد فضيلة الإمام الأكبر أن تدريس التاريخ واللغة العربية بشكل متباين من دولة عربية إلى أخرى أدى إلى غياب الرؤية الموحدة وتشرذم الانتماء العربي، مشيرًا إلى أن القضية الفلسطينية – وهي القضية المحورية للعرب – باتت غائبة أو تُقدم بشكل مشوه أو مختزل في العديد من المناهج الدراسية، في الوقت الذي يحرص فيه الاحتلال على ترسيخ تاريخه “المزيف” في أذهان أطفاله منذ الصغر.

وتساءل شيخ الأزهر: لماذا لا يكون هناك منهج عربي موحد في اللغة والتاريخ، يدرّس في كل البلاد العربية، لتوحيد التصور وتثبيت الهوية وتعزيز الارتباط بالثقافة العربية والإسلامية؟ وأعرب عن قلقه من تغلغل التعليم الأجنبي في المجتمعات العربية، وسيطرته المتزايدة على عقول الطلاب، ما يهدد انتماءهم ويُفقدهم اعتزازهم بحضارتهم الإسلامية.

وأضاف فضيلته أن الأزهر استشعر مبكرًا خطورة هذا التيار، فأسس مراكز لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها في مختلف أنحاء العالم، دعمًا للهوية الإسلامية، وتحصينًا لأبناء الأمة ضد التيارات الثقافية الدخيلة.

من جانبه، أعرب الدكتور محمد ولد أعمر، مدير عام “الألكسو”، عن بالغ تقديره لجهود الأزهر في الحفاظ على اللغة العربية ونشرها عالميًا، مشددًا على أن التعليم الجيد هو السبيل لاستعادة وعي الأجيال العربية بهويتها ودينها.

وأكد أن العولمة التعليمية أصبحت تهدد خصوصية التعليم العربي، حيث تُفرض على بعض الدول تغييرات في مناهجها تحت ضغط الدعم المشروط، لافتًا إلى أن هناك توجهًا لتخفيف أو تغيير محتوى المناهج بما يتماشى مع “قيم كونية” تُخالف في بعض الأحيان القيم الثقافية والدينية للمجتمعات العربية.

وكشف مدير عام المنظمة عن نية “الألكسو” التعاون مع الأزهر الشريف لإطلاق نظام مرجعي موحد لتعليم اللغة العربية على غرار اختبارات التويفل، إلى جانب تنسيق المنح الدراسية للطلاب الوافدين وتعزيز الشراكات الأكاديمية بين جامعة الأزهر ونظيراتها في العالم العربي.