26 يوليو 2025 14:29
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

انسحاب أميركي وإسرائيلي يشل مؤقتاً مفاوضات غزة وسط ترقب لجولة جديدة

أعلنت كل من مصر وقطر استمرار جهودهما الحثيثة في ملف الوساطة بين الأطراف المتصارعة في قطاع غزة، وأكدتا تحقيق بعض التقدم في جولة المفاوضات الأخيرة التي استمرت ثلاثة أسابيع، معتبرتين أن تعليقها بهدف المشاورات أمر طبيعي في سياق مفاوضات معقدة بهذا المستوى.

 

انسحابات مفاجئة من المفاوضات في الدوحة

 

شهدت مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة انسحابين مفاجئين، أحدهما من فريق الوسيط الأميركي والآخر من الوفد الإسرائيلي، وذلك بعد تقديم حركة “حماس” ردها الرسمي للوسطاء. ورغم صدمة التوقيت، كشف مصدر مصري أن جولة جديدة من المفاوضات ستنعقد الأسبوع المقبل.

 

ضغط أميركي إسرائيلي على حماس

 

يرى محللون مصريون وفلسطينيون أن الانسحاب الأميركي – الإسرائيلي يأتي في إطار تنسيق مشترك للضغط على حركة حماس، لإجبارها على القبول بالمقترحات دون المطالبة بتوسيع الانسحاب الإسرائيلي أو اشتراط ضمانات أكثر صرامة لوقف الحرب. وأشاروا إلى أن واشنطن وتل أبيب قد تلجآن إلى التصعيد أو استغلال معلومات استخباراتية مرتبطة بالرهائن كتكتيك تفاوضي.

 

مواقف متباينة من رد حماس

 

قال المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إن رد حماس يدل على “عدم رغبتها في التوصل إلى اتفاق”، في حين رحبت الحركة بالوساطة ووصفت ردها بأنه “بناء وإيجابي”، منتقدة تصريحات ويتكوف واعتبرتها تخدم الموقف الإسرائيلي. وفي المقابل، أشار تسريب لموقع “أكسيوس” الأميركي إلى أن الرد كان “أفضل من المتوقع”، بينما وصفه الوسيط الأميركي بشارة بحبح بأنه “واقعي وإيجابي”.

 

خلافات حول الانسحابات وضمانات وقف الحرب

 

بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” ومصادر مطلعة، فإن حماس أبدت اعتراضها على عمق الانسحاب الإسرائيلي وغياب الالتزام القاطع بتثبيت الاتفاق. هذه النقاط تُعد حجر العثرة الأبرز في طريق المفاوضات المقبلة، وفق رؤية المحللين.

 

محللون: الجولة القادمة ستكون صعبة

 

اعتبر الدكتور عمرو الشوبكي، مستشار مركز الأهرام للدراسات، أن الموقف الأميركي – الإسرائيلي المفاجئ بعد التفاؤل الحذر يؤشر لتصعيد الضغط على حماس، مضيفاً أن المفاوضات ستبقى تدور حول معضلتين أساسيتين: عدم الانسحاب الكامل وغياب ضمانات الوقف النهائي للحرب. بينما وصف الدكتور أيمن الرقب الانسحاب الأميركي بـ”التكتيكي”، متوقعاً استئناف المحادثات قريباً.

 

تهديدات إسرائيلية وبدائل أميركية

 

صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن بلاده تدرس مع الولايات المتحدة “خيارات بديلة لإعادة الرهائن”، بينما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن “حماس لا تريد اتفاقاً وتعلم ما سيحدث بعد تحرير آخر الرهائن”، وفق تعبيره.

 

المساعدات مستمرة رغم التصعيد

 

رغم التصعيد في اللهجة السياسية، أعلنت إسرائيل عن استئناف عمليات إلقاء المساعدات الإنسانية جواً فوق غزة، بالتنسيق مع الإمارات والأردن، بحسب تصريحات مسؤولين عسكريين لوكالات الأنباء.

 

مصر وقطر تحذران من التسريبات الإعلامية

 

حذرت الدولتان الوسيطتان من الانجرار خلف التسريبات الإعلامية، التي وصفوها بمحاولات “للنيل من جهود الوساطة”، داعين وسائل الإعلام الدولية إلى تسليط الضوء على المعاناة الإنسانية في غزة بدل تقويض مساعي إنهاء الحرب.

 

مأساة إنسانية متفاقمة في غزة

 

أعلنت وزارة الصحة في غزة عن وفاة أكثر من 100 شخص جوعاً منذ مارس الماضي نتيجة القيود الإسرائيلية على دخول الإمدادات. فيما عالجت منظمة “اليونيسف” نحو 5000 طفل من سوء التغذية الحاد في أول أسبوعين من يوليو.

 

توقعات بجولة تفاوضية جديدة

 

في خضم التوترات، نقلت قناة “القاهرة الإخبارية” عن مصدر مصري أن الوفد الإسرائيلي غادر الدوحة بعد استلام رد حماس، على أن تُستأنف المفاوضات الأسبوع المقبل، ما يبقي باب الحل السياسي مفتوحاً رغم السجال والتصعيد.