25 يونيو 2025 01:55
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

بعد إعلان ترامب وقف إطلاق النار.. من الرابح ومن الخاسر في الحرب الإيرانية الإسرائيلبة

في خطوة غير متوقعة، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب وقفًا لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، واضعًا حدًّا لمواجهة عسكرية كادت أن تخرج عن السيطرة.

الإعلان جاء بعد هجوم إيراني «مبرمج» على قاعدة أميركية في قطر، لم يسفر عن أي أضرار بشرية أو مادية، ما اعتُبر رسالة رمزية لحفظ ماء الوجه، خصوصًا بعد التنسيق المسبق بين طهران وواشنطن.

الولايات المتحدة.. استعراض قوة بلا حرب

الولايات المتحدة خرجت من الأزمة منتصرة، إذ أثبتت مجددًا أنها اللاعب الأبرز في الشرق الأوسط، بعد أن وجهت ضربة دقيقة ومؤثرة ضد المنشآت النووية الإيرانية دون الدخول في مواجهة مباشرة.

إسرائيل من جهتها لم تتحرك إلا بتفاهم مع واشنطن، ولم تتمكن من الخروج من التصعيد إلا برعاية أميركية، وهو ما يعزز صورة أميركا كوسيط وحكم نهائي في النزاعات الإقليمية.

كما أكدت هذه التطورات أن آلة الحرب الأميركية تظل متفوقة بشكل لا يقارن، وأن إيران حرصت على تجنب المواجهة المباشرة مع واشنطن، رغم «صفعة المنشآت النووية».

وقد أظهر ترمب قدرة لافتة على المناورة بين الضربات والتهدئة، بما يعكس استراتيجيته القائمة على الضغط ثم التفاوض. في المقابل، غاب التأثير الأوروبي، وظل الدور الروسي محدودًا، بينما تمسكت الصين بموقف هادئ يركز على مصالحها التجارية.

إيران.. ضربة قاسية واستعراض صاروخي

ورغم قسوة الضربة الإسرائيلية، حافظت إيران على تماسك قرارها العسكري والسياسي، واستطاعت ترسانتها الصاروخية أن تضرب العمق الإسرائيلي، وهو ما أعاد رسم مشهد التوازنات في المعركة.

ومع ذلك، افتقرت طهران إلى دعم حقيقي من حلفائها الكبار كروسيا أو الصين، وفشلت في تعبئة أدواتها التقليدية في لبنان وغزة بسبب الضربات المتلاحقة.

التفوق الإسرائيلي التكنولوجي داخل الأراضي الإيرانية، والقدرة على تنفيذ اختراقات أمنية، شكّلا ضغطًا داخليًا على طهران، وسط تساؤلات عن مدى فاعلية منظومتها الدفاعية، وجدوى التحالفات التي لم تظهر في وقت الشدة.

إسرائيل.. مكاسب عسكرية وظهور قوي لنتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نجح في تحقيق ما سعى إليه طويلًا، بإقناع واشنطن باستهداف المنشآت النووية الإيرانية. كما تمكنت القوات الإسرائيلية من اختراق الأجواء الإيرانية البعيدة، وهو ما فشلت فيه قوى كبرى خلال حروبها، مثل روسيا في أوكرانيا.

إسرائيل استعادت زمام المبادرة في المنطقة، وأثبتت أنها ما زالت تمتلك اليد العليا في العمليات الجوية والاستخباراتية. ومع ذلك، فإن المعادلة قد تنقلب سريعًا إذا أُعيد فتح ملف غزة أو عاد الحديث عن «حل الدولتين»، وهو ما قد يواجه نتنياهو بتحديات داخلية ودولية متجددة.

بين ضربة إسرائيلية دقيقة، وردّ إيراني محسوب، ووساطة أميركية حاسمة، انتهت الحرب مؤقتًا، لكن تبعاتها لا تزال تتفاعل. فالمعارضة الإسرائيلية قد تستغل الهدوء لفتح ملف «مغامرات نتنياهو»، فيما قد يشهد الداخل الإيراني مساءلة جديدة للقيادة حول جدوى المواجهة والخسائر التي تكبّدتها البلاد.

ويبقى دونالد ترمب، حتى إشعار آخر، «اللاعب الأول» الذي رسم النهاية، وفتح بابًا جديدًا للمفاوضات، أو لمواجهة قادمة.