نفذت إسرائيل خلال الأيام الماضية سلسلة من الغارات الجوية استهدفت مواقع في جنوب سوريا مدعية أن الهدف هو حماية أبناء الطائفة الدرزية في محافظة السويداء وذلك في أعقاب توتر أمني وهجمات مسلحة شهدتها بعض القرى الدرزية هناك بينما أثار هذا التحرك تساؤلات واسعة حول النوايا الحقيقية للتدخل الإسرائيلي خاصة أنه يأتي بعد سنوات من الصمت تجاه ما تعرض له دروز سوريا خلال الحرب المستمرة منذ عام 2011

تناقض الموقف الإسرائيلي تجاه دروز الداخل

داخل إسرائيل يواجه الدروز سياسة تمييز ممنهجة رغم مشاركتهم في الخدمة العسكرية الإجبارية إذ يشعر الكثير منهم بأنهم يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية في ظل قوانين مثل قانون القومية الذي رسخ الطابع اليهودي للدولة واستبعد المكونات غير اليهودية من معادلة الهوية الرسمية وهذا التناقض بين الخطاب الخارجي الداعم لدروز سوريا والسياسات الداخلية تجاه دروز إسرائيل يطرح علامات استفهام حول صدقية النوايا الإسرائيلية

أبعاد استراتيجية وأمنية وراء الغارات

يرى محللون أن الغارات الأخيرة تستهدف بالأساس إعادة رسم التوازنات الأمنية في الجنوب السوري من خلال فرض منطقة عازلة تمتد من ريف دمشق إلى حدود الجولان المحتل بهدف منع تمركز أي وجود عسكري إيراني أو تابع لحزب الله قرب الحدود مع إسرائيل كما تُقرأ هذه التحركات ضمن محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للهروب من أزماته السياسية الداخلية عبر تحريك ملفات أمنية حساسة على الحدود

رفض داخلي ومعارضة سياسية

شهد الداخل الإسرائيلي انقسامًا حول جدوى هذا التدخل إذ عبّر زعيم المعارضة يائير لابيد عن رفضه الزج بالجيش في صراعات خارجية لا تعود بالنفع على أمن الدولة واعتبر أن الملف الدرزي في سوريا يتم توظيفه كأداة سياسية تخدم أهداف توسعية لا علاقة لها بالبعد الإنساني بينما أبدت أوساط أكاديمية ويمينية تحفظات مشابهة محذرة من أن التصعيد في سوريا قد يؤدي إلى تدهور أمني أوسع

واقع السويداء وغياب الحلول المحلية

في المقابل يرى نشطاء ومراقبون للوضع السوري أن ما تشهده السويداء من انفلات أمني وانتشار السلاح لا يُعالج عبر تدخلات عسكرية خارجية بل يتطلب استعادة الدولة السورية لهيبتها وسيطرتها على المحافظة وتقديم حلول سياسية واقتصادية تعالج أسباب الاحتقان وتمنع استغلال هشاشة الأوضاع من قبل أطراف خارجية تبحث عن موطئ قدم في الجنوب السوري