تحذير نفسي من “تريند الديدلاين”: مهلة التغيير قد تدمر صحتك العاطفية

في الآونة الأخيرة، انتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما بين الفتيات، ما يعرف باسم “تريند الديدلاين” في العلاقات العاطفية، وهو نمط سلوكي يقوم على تحديد فترة زمنية للطرف الآخر من أجل التغيير أو اتخاذ خطوة جادة في العلاقة.

ورغم ما يبدو عليه من تنظيم ووضوح، إلا أن هذا التوجه قد يدفع بعض الفتيات إلى الوقوع في علاقات غير مناسبة أو الاستمرار في ارتباطات غير متكافئة، خشية فوات الفرصة.

وقد حذّر عدد من المختصين في الصحة النفسية من الآثار السلبية المحتملة لهذا السلوك، وعلى رأسهم الدكتورة ريم سعيد، أخصائي تعديل السلوك والتأهيل، التي أكدت في تصريحات صحيفة ، أن هذا النوع من التفكير قد يسبب ضررًا نفسيًا بالغًا.

وقالت: “الفتاة التي تنتظر تغيرًا لا يأتي، وتمنح من وقتها وجهدها ومشاعرها لشخص لا ينوي التغيير، إنما تضع نفسها في دائرة من الإحباط والتكرار المؤلم للخذلان”.

وأوضحت د. ريم أن مفهوم “الديدلاين” لا يعد سلبيًا بحد ذاته، بل قد يكون أداة فعالة إذا تم التعامل معه بوعي، مشددة على أهمية أن تضع الفتاة لنفسها معايير واضحة ومحددة عند خوض أي علاقة، سواء كانت هذه المعايير سلوكية أو فكرية أو اجتماعية أو حتى مادية.

وأشارت إلى أن وجود هذه القواعد يعزز من حماية الفتاة نفسيًا، ويمنعها من الانجراف نحو علاقات مع أشخاص يعانون من اضطرابات سلوكية أو نفسية، موضحة أن العلاقات ليست مجرد مشاعر، بل منظومة من التفاهم والاحترام والتكافؤ في العطاء والمسؤوليات.

وأضافت: “التغير أمر وارد وطبيعي في سلوك البشر، لكن لا ينبغي أن تعلق الفتاة أملها على وعود غير مثبتة، إذا انقضت المهلة المحددة ولم يظهر الطرف الآخر أي مؤشرات للتغيير الحقيقي، فعليها أن تمتلك الشجاعة لإنهاء العلاقة فورًا”.

وختمت د. ريم تحذيرها بنصيحة قائلة: “العلاقات الصحية لا تبنى على الانتظار والاحتمالات، بل على الأفعال الواضحة والمواقف الجادة، ولا يجوز أن تُهدر الفتاة طاقتها مع من لا يُقدّر قيمتها أو يشاركها مسؤولية نجاح العلاقة”.