تعثر مفاوضات هدنة غزة… وملف الانسحاب يعيد الأزمة إلى نقطة الصفر

تشهد مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، المقامة في الدوحة لليوم السابع، حالة من الجمود، بسبب الخلاف حول خطة الانسحاب الإسرائيلية. فقد رفضت حركة «حماس» خرائط إعادة التموضع التي قدمتها إسرائيل، والتي تنص على بقاء القوات الإسرائيلية في أكثر من 40% من مساحة القطاع.
وبحسب مصادر فلسطينية، فإن «حماس» ترى في هذه الخرائط محاولة لشرعنة الاحتلال، وتحويل القطاع إلى مناطق مغلقة دون منافذ أو حرية تنقل، في ظل تحويل مناطق إلى ما يشبه «معسكرات احتجاز جماعي»، خاصة في رفح جنوباً.
وسطاء يطالبون بتأجيل بند الانسحاب
أمام التعثر، اقترحت الولايات المتحدة ووسطاء قطريون ومصريون تأجيل مناقشة بند الانسحاب إلى ما بعد استكمال باقي البنود، على أمل إنقاذ المفاوضات. وأشارت التسريبات إلى انتظار وصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى الدوحة لتقييم الوضع.
وبينما تم إحراز تقدم في ملفي المساعدات الإنسانية وتبادل الأسرى، فإن ملف إعادة الانتشار ما زال العقبة الأكبر، وسط اتهامات متبادلة بتعطيل الاتفاق.
واشنطن تضغط.. وحماس ترفض المماطلة
نقلت تقارير إعلامية عن مصادر أميركية أن إدارة الرئيس دونالد ترمب تسعى جاهدة لإنجاز الهدنة خلال أيام، إذ ترى أن فشلها سيمثل انتكاسة سياسية، خصوصاً في ظل اقتراب الانتخابات الأميركية.
لكن حركة «حماس» تعتبر تأجيل النقاش حول الانسحاب مناورة خطيرة لفرض واقع جديد على الأرض، وتسريع عمليات التهجير القسري وتقطيع أوصال القطاع، ما قد يؤدي إلى انهيار المفاوضات بالكامل.
تصعيد ميداني يهدد الهندسة:
ميدانياً، تواصلت الغارات الإسرائيلية المكثفة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي عن استهداف أكثر من 250 هدفاً لحماس خلال يومين، فيما أكدت وزارة الصحة في غزة سقوط أكثر من 20 شهيداً، بينهم نساء وأطفال.
كما قُتل ضابط إسرائيلي في خان يونس، وأُصيب اثنان شمال القطاع، في وقت أكدت فيه حماس استمرار عملياتها العسكرية في مواجهة التوغلات البرية.
الأمم المتحدة تحذر: نقص الوقود يهدد الحياة
أطلقت سبع وكالات تابعة للأمم المتحدة، من بينها منظمة الصحة العالمية و«أوتشا»، تحذيرات شديدة من شح الوقود في غزة، مشيرة إلى أن المخزون بلغ «مستويات حرجة تهدد بوقف الخدمات الأساسية»، واصفة الوقود بأنه «العمود الفقري للبقاء على قيد الحياة» في القطاع.
خبراء: الضغط على إسرائيل هو الحل
يرى محللون أن مستقبل الهدنة يعتمد على قدرة الولايات المتحدة على الضغط على إسرائيل. وقال السفير رخا أحمد حسن إن تأجيل الملفات الحساسة، مثل الانسحاب من رفح ومحور فيلادلفيا، لن يجدي نفعاً، داعياً إلى حسمها مبكراً.
فيما حذّر المحلل السياسي الفلسطيني نزار نزال من أن تعنّت إسرائيل وعدم تقديم تنازلات حقيقية في ملفات جوهرية قد يؤدي إلى انفجار المفاوضات، رغم الضغوط الأميركية لإنجاح الصفقة حفاظاً على مكاسب سياسية لترامب.
تعليقات 0