تقرير: محاسبة ذاتية إسرائيلية وتدهور إنساني في غزة وسط انتقادات داخلية ودولية

تتسع في إسرائيل ظاهرة المحاسبة الذاتية، التي يعبر عنها بعض الصحافيين والمفكرين والجنود السابقين، احتجاجًا على الممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة والتي توصف بالقتل الجماعي والتجويع والترويع والتعطيش والتدمير الأعمى، في وقت تستمر فيه الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو، في إنكار أزمة الجوع وسوء الأوضاع في القطاع
الصحافة تحت الرقابة الذاتية
انتقادات شديدة وجهت لوسائل الإعلام الإسرائيلية بسبب ما وُصف بتقاعسها عن كشف الحقيقة، وفرضها رقابة ذاتية على ما يجري في غزة. واعتبر منتقدون ذلك خيانة لمهنة الصحافة، فيما يرى بعض الصحافيين أن الجمهور الإسرائيلي لا يريد سماع الحقيقة، بل يفضل تجاهل ما يتعرض له المدنيون الفلسطينيون
هآرتس: غزة غيّرت هوية الإسرائيليين
كتب تسفي برئيل في صحيفة «هآرتس» أن الحرب في غزة قلبت مفاهيم المجتمع الإسرائيلي، الذي تحول من مجتمع يقدّر قيمة الإنسان إلى مجتمع يضحي به، ويرضى بالجرائم بحق المدنيين ويقمع حرية التعبير ويمنع الثقافة المعارضة ويضرب عائلات المخطوفين ويغض الطرف عن تعذيب الأسرى. وأضاف: «هذا انتصار لحماس، لأنها نجحت في تغيير جينات الإسرائيليين»
اتهامات لوزير الخارجية الإسرائيلي بإطالة أمد المعاناة
في افتتاحية لصحيفة «هآرتس»، وُجهت انتقادات شديدة لوزير الخارجية جدعون ساعر، ووُصف بـ«وزير التجويع»، بسبب قراره عدم تمديد إقامة مسؤول أممي حذر من المجاعة في غزة، واعتبر القرار محاولة لتقويض دور الأمم المتحدة في تخفيف الأزمة الإنسانية، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي منع وصول الإغاثة، في تجاهل صارخ للقانون الدولي، بحسب الصحيفة
اعترافات جنود وممارسات ميدانية خطيرة
نشر جندي سابق رواية صادمة في صحيفة «يديعوت أحرونوت» تحدث فيها عن استخدام الأطفال دروعًا بشرية، وتقييد المدنيين وتعريضهم للإهانة، مشيرًا إلى أن التعب والخوف والرغبة في الانتقام كانت أسبابًا لانحراف بعض الجنود عن قواعد السلوك، وخلص إلى أن هذه الحرب يجب أن تنتهي لإنقاذ ما تبقى من إنسانية في الجيش والمجتمع الإسرائيلي
التجويع سياسة منهجية لا تستثني القضاء
في مقال آخر بصحيفة «هآرتس»، اتُهمت المؤسسات القضائية في إسرائيل بالتواطؤ، إذ ترفض المحكمة العليا مرارًا الالتماسات التي تطالب بالسماح بإدخال الغذاء إلى غزة، رغم التحذيرات المتكررة من خبراء التغذية ومنظمات حقوق الإنسان
المأساة في غزة: أرقام وشهادات
تحدثت تقارير صادرة من وزارة الصحة في غزة عن وفاة 14 شخصًا جراء الجوع في يوم واحد، فيما لقي أكثر من ألف شخص حتفهم أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء، بينما فشل «صندوق غزة الإنساني» التابع لإسرائيل في مهمته بشكل تام، وفق ما أكدته تقارير أممية
دعوات دولية متزايدة لإنهاء الحرب والتجويع
دعت فرنسا إلى إنهاء الحصار الإسرائيلي محذرة من خطر المجاعة، فيما طالب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بتشكيل جبهة إنسانية دولية لمواجهة سياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل في القطاع، مؤكدًا أن استمرار هذه السياسات يفاقم المعاناة ويمثل انتهاكًا صارخًا للمواثيق الدولية
تعليقات 0