جدل داخل الكونجرس الأمريكي بين اتهامات لترامب وانتقادات لدعم إسرائيل
تقرير أممي يحذر من مجاعة في غزة

وسط أجواء من الصمت الحذر داخل الكونجرس الأمريكي، فجّر تقرير مدعوم من الأمم المتحدة حول مجاعة “من صنع الإنسان” في غزة موجة من الجدل بين مشرعين أمريكيين من مختلف الأطياف السياسية، حيث برزت أصوات تحذّر من الكارثة الإنسانية وتنتقد السياسات الأمريكية تجاه إسرائيل.
السيناتور المستقل بيرني ساندرز شنّ هجومًا لاذعًا على الرئيس السابق دونالد ترامب، مؤكدًا عبر حسابه على منصة X: “لنكن واضحين، لدى الرئيس ترامب القدرة على إنهاء مجاعة الشعب الفلسطيني، لكنه يختار ألا يفعل شيئًا، مكتفيًا بمشاهدة المأساة تتفاقم”، مضيفًا أن الوقت قد حان لوقف الدعم المالي والعسكري الأمريكي لـ”آلة حرب نتنياهو”.
أما النائبة الجمهورية اليمينية مارجوري تايلور جرين، فخرجت بموقف مفاجئ خالف غالبية الجمهوريين، إذ وصفت الوضع في غزة بـ”الإبادة الجماعية” مؤكدة أن المدنيين والأطفال لا يجب أن يدفعوا ثمن الحرب.
وقالت: “كما تعاطفنا مع ضحايا 7 أكتوبر في إسرائيل، علينا أن نتعاطف مع الأبرياء في غزة”.
لكنها ربطت المساعدات الأمريكية لإسرائيل بشكل مباشر بالصراع، مؤكدة أن دافعي الضرائب الأمريكيين لا يجب أن يتحملوا تكلفة حرب خارجية “لا تخصهم”.
تصريحات جرين فجّرت خلافًا علنيًا مع الناشطة اليمينية المتطرفة لورا لومر، التي هاجمتها متهمة إياها بالدفاع عن إعادة توطين فلسطينيي غزة في الولايات المتحدة، بينما وصفت الأطفال الفلسطينيين زورًا بأنهم “غزاة إسلاميون” و”تهديد للأمن القومي”.
في المقابل، تبنى السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي خطابًا مغايرًا، زاعمًا أن حماس تستولي على 92% من المساعدات الغذائية وتعيد بيعها، بينما يترك الطعام المرسل من الأمم المتحدة ليتعفن، مهاجمًا المنظمة الدولية وواصفًا إياها بـ”الفاسدة وغير الكفؤة”.
التقرير الأممي، الصادر عن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، حذّر بوضوح من أن المجاعة تنتشر بسرعة في شمال ووسط القطاع، مؤكدًا أن “المجاعة من صنع الإنسان بالكامل، ويمكن وقفها إذا توفرت الإرادة السياسية والاستجابة الفورية”.
وبينما يستمر الجدل في واشنطن بين دعوات لمراجعة الدعم الأمريكي لإسرائيل، وتحذيرات من أزمة إنسانية غير مسبوقة، يبقى الواقع على الأرض في غزة يتدهور بوتيرة تنذر بانفجار كارثة أوسع.
تعليقات 0