29 يونيو 2025 22:43
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

دراسة صينية تحذر: القهوة سريعة التحضير قد تزيد خطر الإصابة بالضمور البقعي في العين

أثار باحثون صينيون تحذيرات واسعة النطاق بعد كشفهم عن وجود علاقة بين استهلاك القهوة سريعة التحضير وزيادة خطر الإصابة بمرض الضمور البقعي المرتبط بتقدم العمر، وهو أحد أبرز أمراض العين التي تؤثر على الرؤية المركزية وتضعف القدرة على القراءة والقيادة والتعرف على الوجوه.

وبحسب ما أوردته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، توصل الفريق البحثي إلى أن الأشخاص الذين يميلون إلى شرب القهوة سريعة التحضير كانوا أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض بما يصل إلى سبعة أضعاف مقارنة بمن يفضلون أنواع القهوة الأخرى.

ويُعتقد أن السبب يعود إلى طريقة إعداد هذا النوع من القهوة، والتي تؤدي إلى إطلاق مادة الأكريلاميد، وهي مركب كيميائي قد يدخل مجرى الدم ويتسبب في تلف شبكية العين، وخاصة المنطقة المعروفة بـ”البقعة” المسؤولة عن الرؤية الدقيقة.

الدكتور تشي جيا، أخصائي العيون الذي قاد الدراسة، شدد على أهمية الحد من تناول القهوة سريعة التحضير، لا سيما بين الأشخاص المعرضين لعوامل خطر مثل الوراثة، السمنة، التدخين، أو ارتفاع ضغط الدم، مشيرًا إلى أن تقليل استهلاك هذا النوع من القهوة قد يكون خطوة وقائية مفيدة ضد تطور المرض.

اللافت في الدراسة أنها لم تعتمد على تحليل استهلاك القهوة بشكل مباشر، بل استخدمت منهجًا جينيًا لفرز المشاركين بناءً على تفضيلاتهم الوراثية لأنواع القهوة المختلفة، ومن ثم قارنت بين معدلات الإصابة بالضمور البقعي لديهم.

النتائج كشفت أن المشاركين الذين كانت جيناتهم مرتبطة بتفضيل القهوة سريعة التحضير، سجلوا نسبة إصابة أعلى بالضمور البقعي بنسبة وصلت إلى 692%، كما ارتفعت نسبة الإصابة بأحد أنواعه المتقدم بنسبة 159%، في حين أظهرت البيانات أن من يشربون القهوة سريعة التحضير منزوعة الكافيين كانوا أيضًا عرضة لخطر الإصابة بنسبة 80%، وإن كان هذا الفرق أقل أهمية إحصائيًا.

وأشار الباحثون إلى أن المرض يُشخّص عادة بعد سن الخمسين، ويُعد من أكثر الأمراض انتشارًا بين كبار السن، حيث يصيب نحو واحد من كل عشرة أمريكيين ممن تجاوزوا هذا العمر.

ورغم عدم توفر علاج نهائي للضمور البقعي حتى الآن، يؤكد الأطباء على أهمية الكشف المبكر، ويوصون بتناول بعض الفيتامينات مثل C وE والزنك، إضافة إلى أدوية تبطئ نمو الأوعية الدموية غير الطبيعية داخل العين.

وأكدت الدراسة في ختامها أن هناك حاجة لإجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج، خاصة في ظل التأثير المحتمل الكبير على الصحة العامة.