11 أغسطس 2025 12:10
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

رحلة الكلى مع العطش.. ماذا يحدث عند نقص الماء ؟

تعمل الكلى باستمرار على تنقية الدم وضبط توازن السوائل والمواد الكيميائية في الجسم، فهي تتخلص من الفضلات مثل اليوريا والماء الزائد، وتحافظ على مستويات المعادن الأساسية كالصوديوم والبوتاسيوم، وتساهم في تنظيم ضغط الدم ، ولتنفيذ هذه المهام بكفاءة، تحتاج الكلى إلى ترطيب كافٍ، وهو ما يوضحه تقرير موقع “تايمز أوف إنديا”.

أهمية الترطيب للكلى
يُعتبر الماء عنصرًا أساسيًا للحفاظ على تدفق الدم وتصفية الكلى والتخلص من الفضلات بسلاسة. كما أن ترطيب الجسم يساعد على الوقاية من حصوات الكلى، والتهابات المسالك البولية، وارتفاع ضغط الدم.

الترطيب السليم لا يعني شرب السوائل بشكل عشوائي، بل المواظبة على شرب الماء بانتظام، وتناول أطعمة غنية بالماء مثل الخيار والبطيخ، والانتباه لعلامات جفاف الكلى كتحول لون البول إلى داكن.

وتشير الدراسات إلى أن الحصول على كمية مناسبة من الماء قد يبطئ تدهور وظائف الكلى، حيث وجدت أبحاث واسعة النطاق أن زيادة تناول السوائل يرتبط بتباطؤ انخفاض معدل الترشيح الكبيبي المقدر (eGFR)، وهو مقياس لمدى كفاءة الكلى في الترشيح، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، كما أن الترطيب الجيد يقلل من فرص تكوين الحصوات والالتهابات التي تهدد الكلى.

أثر الجفاف على الكلى
الجفاف لا يقتصر على الشعور بالعطش أو الدوار، بل يتسبب في نقص السوائل وما يترتب عليه من مشكلات صحية متفاوتة الخطورة، تبدأ من أعراض بسيطة كالعطش والصداع والتعب، وقد تصل في الحالات الشديدة إلى الارتباك وتسارع ضربات القلب وحتى النوبات، ما يستدعي التدخل الطبي الفوري.

عند نقص السوائل، تدخل الكلى في وضعية الحفظ، فتُفرز هرمون الفازوبريسين (ADH) وتعمل على احتباس الماء والصوديوم للحفاظ على الترطيب.

وفي الحالات الحادة، يمكن أن يحدث فشل كلوي حاد (AKI) نتيجة فقدان القدرة على تصفية الفضلات، مع أعراض تشمل انخفاض إنتاج البول والإرهاق والتورم.

كما يؤدي الجفاف إلى زيادة تركيز البول، ما يرفع خطر تكوين الحصوات نتيجة تبلور المعادن. وانخفاض تدفق البول يمنح البكتيريا فرصة أكبر للتسبب في التهابات المسالك البولية، التي قد تنتقل للكلى.

وفي الحالات القصوى، قد يتطور الأمر إلى فشل كلوي حاد وانخفاض شديد في وظائف الكلى، بينما يؤدي الجفاف المتكرر على المدى الطويل إلى زيادة احتمالات الإصابة بأمراض الكلى المزمنة.

هل يتسبب الجفاف في انكماش الكلى؟
رغم الاعتقاد الشائع، لا يحدث انكماش فعلي للكلى عند الجفاف، لكن ضعف الترطيب يقلل من قدرتها على تصفية الفضلات، كما تفعل الإسفنجة الجافة التي تفقد قدرتها على الامتصاص.

وقد أظهرت الدراسات أن الامتناع عن شرب الماء لبضع ساعات قد يقلل من حجم الكلى في صور الأشعة، وهو تغير مؤقت مرتبط بتقلبات حجم الدم، وليس فقدانًا فعليًا للأنسجة. الجفاف الشديد يقلل من تدفق الدم والطاقة للكلى، ما يزيد من تراكم الفضلات ويضاعف خطر الإصابة بـ AKI.

الجفاف المزمن وأمراض الكلى
يحذر الخبراء من أن تكرار حالات الجفاف قد يسبب أضرارًا دائمة، حيث أظهرت تجارب على الحيوانات أن الجفاف المتكرر يرفع ضغط الدم ويسبب التهاب الكلى وربما تلفها، وهي مؤشرات على أمراض الكلى المزمنة. كما تشير الدراسات البشرية إلى أن انخفاض تناول السوائل يوميًا يرتبط بانخفاض أسرع في وظائف الكلى مع مرور الوقت.

التوازن في شرب الماء
الإفراط في شرب الماء ليس حلًا مثاليًا، إذ يمكن أن يسبب تراكم السوائل وانخفاض الصوديوم (نقص صوديوم الدم)، ويجهد القلب والكلى، خاصةً لدى من يعانون من ضعف في وظائف الكلى. لذلك، يكمن الحل في التوازن: شرب الماء عند الشعور بالعطش، وتجنب الإفراط، مع الالتزام بعادات صحية للترطيب مثل:

– حمل زجاجة مياه قابلة لإعادة الاستخدام للتذكير بالشرب خلال اليوم.
-ضبط تذكيرات للشرب بانتظام.
-مراقبة لون البول، بحيث يكون أصفر باهتًا كعلامة على الترطيب الجيد.