14 يوليو 2025 13:26
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

سرطانات جلدية خطيرة لا ترتبط بالشمس وتحذير من “النقاط العمياء” في الجسم

يحذر خبراء الصحة من أن بعض أخطر أنواع سرطان الجلد لا تنتج عن التعرض لأشعة الشمس كما هو شائع، بل تظهر في أماكن لا تتعرض عادةً لضوء الشمس، فيما يُعرف بـ”النقاط العمياء”، وتشمل الفم، والعينين، والحلق، والأعضاء التناسلية.

هذه السرطانات النادرة، ومنها الورم الميلانيني الطرفي، تشخص سنويًا لدى آلاف الأشخاص في الولايات المتحدة، مما يدحض الاعتقاد بأن الشمس وحدها مسؤولة عن تطور سرطان الجلد.

ووفقًا لموقع “WebMD”، يُصاب ما بين 2000 و3000 شخص سنويًا في الولايات المتحدة بورم الميلانوما الطرفي، وهو نوع نادر من الميلانوما يظهر في باطن القدم، وراحة اليد، وأسرة الأظافر.

وتكشف الدراسات الحديثة عن خصائص جينية فريدة لهذه السرطانات، لا ترتبط بالطفرات المعتادة الناتجة عن الأشعة فوق البنفسجية، بل ترتبط بتغيرات كبرى في بنية الحمض النووي، وهو ما قد يُحدث ثورة في فهم المرض وأساليب علاجه.

الأورام الميلانينية، التي تنشأ في الخلايا الصبغية المسؤولة عن إنتاج الميلانين، يمكن علاجها بسهولة إذا اكتُشفت في مراحلها المبكرة، إلا أنها في المراحل المتقدمة تعد من أخطر أنواع السرطانات لقدرتها العالية على الانتقال إلى أعضاء حيوية مثل الرئتين والدماغ.

أما الميلانوما الطرفية، فتظهر تحديدًا في أجزاء الجسم المعزولة عن الشمس، مثل الأنف، الفم، الحلق، والأعضاء التناسلية، بالإضافة إلى العين، حيث يبدأ الورم الميلانيني العنبي، وهو أكثر سرطانات العين شيوعًا لدى البالغين، من العنبية، دون علاقة مثبتة بأشعة الشمس.

كما أظهرت التقديرات أن نحو 20% من حالات سرطان الخلايا القاعدية قد تظهر في أماكن لا تتعرض للشمس.

تفسير هذه الحالات يعود جزئيًا إلى طفرات جينية نادرة، تحدث نتيجة تغيرات ضخمة في الحمض النووي، وليس بسبب الأشعة فوق البنفسجية كما في السرطانات الجلدية التقليدية.

وهناك نظرية أخرى تشير إلى أن الإجهاد الميكانيكي أو الإصابات المتكررة قد تكون من أسباب هذه الأورام، إذ لوحظ أنها أكثر شيوعًا في مناطق القدم المعرضة للضغط مثل الكعب، وهو ما قد يسبب التهابات تنتج جزيئات تتلف الحمض النووي، مثل أنواع الأكسجين التفاعلية.

الجراحة تعد الخيار الأول لعلاج الأورام الميلانينية الطرفية، حيث تزال الأنسجة المصابة وبعض الأنسجة السليمة المحيطة بها. وفي بعض الحالات، يلجأ الأطباء إلى الإشعاع، العلاج المناعي، أو العلاجات الموجهة للجينوم، وكلها مستمدة من البروتوكولات المتبعة في علاج الميلانوما الجلدية.

ومع ذلك، لم تُعتمد حتى الآن علاجات مخصصة للميلانوما الطرفية، ويجري العمل فقط على سبع تجارب سريرية مقارنة بـ61 تجربة للميلانوما الجلدية.

للوقاية من سرطان الجلد عمومًا، ينصح الخبراء بتقليل التعرض لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة بين العاشرة صباحًا والرابعة عصرًا، وارتداء الملابس الواقية مثل الأكمام الطويلة والقبعات، إلى جانب استخدام كريمات واقية من الشمس.