سيناء تنبض بالحياة.. مشروعات عملاقة تغير وجه الصحراء وتضعها على خريطة المستقبل

أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء تقريرًا وافيًا حول التحولات التنموية المتسارعة في شبه جزيرة سيناء، مؤكدًا أنها باتت محورًا أساسيًا في استراتيجية التنمية الشاملة للدولة المصرية منذ عام 2014.
وتأتي هذه الجهود ضمن رؤية تهدف إلى تعمير أرض سيناء، وتحويلها إلى مركز اقتصادي وسكاني متكامل، قائم على دعم البنية التحتية، وتحسين جودة حياة المواطنين، وجذب الاستثمارات المحلية والدولية.
التحول في البنية الاقتصادية.. زراعة وصناعة وطاقة
خصصت الدولة استثمارات تجاوزت 600 مليار جنيه، وجه منها نحو 290 مليارًا لمشروعات بشمال سيناء وحدها. وامتدت المشروعات لتشمل استصلاح 285 ألف فدان ضمن خطة تنمية مليون فدان، وإنشاء 18 تجمعًا زراعيًا، و223 قافلة بيطرية.
أما في قطاع الثروة السمكية، فقد تم تطوير بحيرة البردويل، وإنشاء أكثر من 8 آلاف حوض استزراع سمكي، إلى جانب مشروعات للصيادين بقرى ساحلية متكاملة بتكلفة 3.5 مليار جنيه.
أما في مجال الصناعة، فتم تطوير مصنع أسمنت العريش لرفع إنتاجه إلى 6.9 مليون طن سنويًا، وإنشاء مجمعات للرخام والجرانيت بتكلفة تخطت 1.5 مليار جنيه.
كما شهدت سيناء قفزة نوعية في إنتاج الطاقة والغاز الطبيعي، حيث وصلت الطاقة الإنتاجية لمشروعات الغاز الجديدة إلى 135 مليون قدم مكعب يوميًا، مع بناء مستودعات عملاقة لتخزين وتداول المنتجات البترولية.
البنية التحتية والإسكان.. شرايين تنمية جديدة
شهدت سيناء تنفيذ آلاف الكيلومترات من الطرق والأنفاق والكباري لربطها بباقي الجمهورية، أبرزها 7 كباري عائمة و5 أنفاق أسفل قناة السويس بتكلفة 35 مليار جنيه.
وفي إطار خطط الإسكان، تم إنشاء 47 ألف وحدة سكنية و4382 بيتًا بدويًا، فضلًا عن القضاء على المناطق العشوائية بإنشاء 56.3 ألف وحدة إسكان اجتماعي.
وتحقق تقدم كبير في قطاعي المياه والكهرباء، بإنشاء 34 محطة تحلية، وارتفاع تغطية مياه الشرب إلى 96.5%، والصرف الصحي إلى 78%.
كما تم تنفيذ مشروعات كهرباء بإجمالي استثمارات بلغت 1.6 مليار جنيه، مما ساهم في تحسين الخدمات الأساسية للمواطنين.
الإنسان في قلب التنمية.. التعليم، الصحة، والحماية الاجتماعية
لم تغفل الدولة العنصر البشري، حيث تم رفع عدد المدارس إلى 3094، وإنشاء 7 مدارس يابانية و4 تكنولوجية تطبيقية، إضافة إلى 3 جامعات جديدة ليصل الإجمالي إلى 7 جامعات بها 79 كلية. وتم توزيع أكثر من 116 ألف جهاز تابلت لطلاب المرحلة الثانوية.
وفي مجال الصحة، تم تطوير 58 مستشفى و171 مركزًا صحيًا، وإطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل.
كما وصلت خدمات “100 مليون صحة” إلى أكثر من 1.7 مليون مواطن بسيناء، مع تنفيذ آلاف العمليات الجراحية وتوسيع نطاق فحص النساء ضمن مبادرات دعم صحة المرأة.
وعلى مستوى التمكين المجتمعي، تم تمويل أكثر من 113 ألف مشروع صغير ومتناهي الصغر، وتوفير أكثر من 145 ألف فرصة عمل.
كما بلغ عدد المستفيدين من الدعم النقدي حوالي 121 ألف مواطن، وتوسعت مظلة المعاشات لتغطي أكثر من 423 ألف مستفيد، في حين نفذت مشروعات شبابية ورياضية وثقافية بقيمة 600 مليون جنيه، ويجري التحضير لاستثمارات إضافية تتجاوز 2.2 مليار جنيه.
رسخت الدولة من خلال هذه الجهود أن التنمية في سيناء ليست مجرد هدف، بل التزام وطني يعكس الإرادة السياسية لصياغة واقع جديد، وخلق بيئة متكاملة ومستدامة للأجيال القادمة، حيث تتكامل أبعاد الأمن مع آفاق الاستثمار والنمو، في نموذج تنموي يُحتذى به.
تعليقات 0