3 يوليو 2025 04:25
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

غزة تحت الحصار والجوع.. أكثر من 250 وفاة بسبب المجاعة 

في مشهد يلخص عمق الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، وصف المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» القطاع بأنه “أكثر الأماكن جوعًا على وجه الأرض”، مع استمرار المجاعة التي باتت تطال جميع فئات السكان من الأطفال إلى كبار السن.

250 وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية

منذ بداية الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ نحو 20 شهرًا، قضى ما لا يقل عن 250 فلسطينيًا، بينهم 66 طفلًا، بسبب الجوع وسوء التغذية، في ظل شح الغذاء وغياب الرعاية الطبية، وكان من بينهم الشاب أيوب صابر أبو الحصين (29 عامًا) من مدينة خان يونس جنوب القطاع، الذي توفي مؤخرًا نتيجة معاناته مع الجوع.

غزة تحت الحصار والجوع.. أكثر من 250 وفاة بسبب المجاعة  - 1 - سيناء الإخبارية

الطفل عمر الهمص.. قصة من داخل المجاعة

واحدة من القصص الإنسانية المؤلمة هي قصة الطفل عمر محمد الهمص (3 سنوات)، الراقد في مجمع ناصر الطبي بخان يونس، والذي يعاني من مضاعفات خطيرة جراء إصابته بقصف إسرائيلي سابق طال عائلته، وأدت المجاعة وسوء التغذية الحاد إلى تدهور حالته الصحية.

فقد عمر والدته الحامل وثلاثة من أشقائه، وبقي وحيدًا مع والده المصاب، بينما تحاول عمّته أن تقوم بدور الأم والأب معًا، وترافقه في المستشفى، متمسكة بأمل واحد هو “السفر للعلاج خارج غزة”، بعد أن أصبحت حالته تحتاج إلى تدخل طبي غير متوفر داخل القطاع.

وزنه انخفض من 15 إلى 10 كيلوغرامات، ويعاني من صعوبة في التنفس وإصابات في الدماغ. ورغم إصدار تحويلة لعلاجه بالخارج، فإن إغلاق المعابر يحول دون سفره، كما هو حال نحو 13 ألف طفل آخرين ينتظرون نفس الفرصة للخروج من جحيم القطاع.

نقص الغذاء يفاقم الأزمات الصحية

قال الدكتور أحمد الفرا، مدير قسم الأطفال بمجمع ناصر الطبي، إن حالة الطفل عمر تُعد من بين 1200 حالة لأطفال يعانون من سوء التغذية داخل وخارج المستشفيات في غزة، مؤكدًا أن نقص الغذاء أدى إلى تدهور صحته، وأن القطاع لا يملك الإمكانيات الطبية أو التغذوية لمعالجة مثل هذه الحالات.

واحدة من أسوأ أزمات الجوع في العالم

في وقت سابق، حذّرت منظمة الصحة العالمية من أن 71 ألف طفل دون سن الخامسة في غزة معرضون لسوء التغذية الحاد خلال أقل من عام، إذا استمر الوضع الحالي، مشيرة إلى أن نقص الغذاء وسوء التغذية والأمراض باتت تغذي بعضها البعض، في حلقة قاتلة من التدهور.

وذكرت المنظمة أن ما تبقى من إمدادات علاج سوء التغذية لا يكفي سوى لـ 500 طفل فقط، وهو رقم لا يغطي سوى جزء بسيط من الاحتياجات الفعلية داخل القطاع.

توقعات بزيادة الكارثة

تقرير أممي حديث حذّر من أن 470 ألف شخص في غزة يواجهون جوعًا كارثيًا بين مايو وسبتمبر 2025، وهي المرحلة الخامسة والأشد من تصنيفات الأمن الغذائي، بزيادة قدرها 250% مقارنة بالفترة السابقة، مما يعكس حجم التدهور السريع في الأوضاع المعيشية.

في ظل عدم وجود آلية منظمة لتوزيع المساعدات واستمرار الحصار، يجبر المدنيون على الاقتراب من مناطق تواجد الجيش الإسرائيلي للحصول على بعض المساعدات، ما يعرضهم للخطر ويزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية التي تعصف بالقطاع.