7 يوليو 2025 16:55
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

في ذكرى رحيله.. أحمد منسي أيقونة الفداء وبطل البرث الخالد

تحل اليوم الاثنين ذكرى استشهاد البطل العقيد أركان حرب أحمد صابر منسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة، الذي استشهد في معركة البرث في السابع من يوليو عام 2017، ليبقى اسمه محفورا في ذاكرة الوطن كرمز نادر للشجاعة والبطولة والإخلاص.

منسي، ابن مدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية، ولد عام 1978، وتخرج من الكلية الحربية ضمن الدفعة الثانية والتسعين، واختار أن يكون ضمن صفوف وحدات الصاعقة المصرية، حيث خدم طويلا في الوحدة 999 قتال، إحدى الوحدات الخاصة الأعلى تدريبًا في القوات المسلحة.

كان منسي من أوائل الضباط الذين تلقوا دورة القوات الخاصة المعروفة باسم SEAL داخل مصر عام 2001، ثم حصل عليها مرة أخرى في الولايات المتحدة عام 2006، ونال درجة الماجستير في العلوم العسكرية، وتولى قيادة الكتيبة 103 خلفا للشهيد العقيد رامي حسنين.

وتميز بالكفاءة والانضباط والتواضع، وكان مثالا للقائد الصديق لجنوده، محبوبا بين زملائه، ومحل تقدير من رؤسائه.

مسيرة عسكرية حافلة وبطولة استثنائية
ارتبط اسم الشهيد أحمد منسي ارتباطا وثيقا بشمال سيناء، حيث لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان وسيطا نبيلا بين الدولة وأهالي سيناء.

التقى بعواقل القبائل وشيوخها، نقل مطالبهم، واستمع لمشكلاتهم، وخلق جسورا من الثقة المتبادلة بينهم وبين الدولة.

كان دائم التواصل مع الأطفال، يزور المدارس، يحكي لهم قصصا عن الوطن والجيش، ويهديهم الهدايا، ليغرس فيهم حب مصر والانتماء إليها.

ملحمة البرث.. معركة الشرف والصمود
في الساعات الأولى من فجر السابع من يوليو 2017، تعرض تمركز كتيبة منسي في منطقة البرث لهجوم غادر من قبل عناصر إرهابية مدججة بالسلاح والسيارات المفخخة.

حاول الإرهابيون السيطرة على الموقع عبر تفجير ضخم تلاه هجوم كثيف، إلا أن منسي ورفاقه تصدوا بكل شجاعة للهجوم رغم الفارق العددي والتسليحي.

أدار منسي المعركة من فوق سطح المبنى، يقاتل ببسالة حتى أصيب برصاصة في صدره، ليرتقي شهيدا وهو يقاتل دفاعا عن زملائه ووطنه، في مشهد يعكس أعلى مراتب الفداء والوفاء العسكري.

أوصى منسي جنوده بعدم ترك جثث زملائهم خلفهم، وبالفعل لم يتمكن الإرهابيون من التمثيل بأي شهيد أو السيطرة على الموقع، بينما سقط العشرات من المهاجمين بين قتيل وجريح قبل أن تصل قوات الدعم.

مواقف إنسانية خالدة ووصايا لا تنسى
لم يكن منسي بطلا في ساحة المعركة فقط، بل كان إنسانا بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، كان حنونا على جنوده، يشاركهم أفراحهم وأحزانهم، يقطع مئات الكيلومترات لمجاملتهم، ويدعمهم معنويا وماديا، كما كان يقدم يد العون لكل من حوله، دون تمييز أو انتظار مقابل.

في حياته كان محبا لوطنه، متعلقا بمصر في كل تفاصيلها، وكان محبا للأقباط، يتألم لما يصيبهم، ويتعامل معهم بالمحبة الخالصة.

خلدته مصر بعد استشهاده، فحملت مدارس ومؤسسات اسمه، ونظمت بطولات رياضية باسمه، وظلت رسالته خالدة في ضمير كل مصري.

قال عنه ابنه الصغير حمزة بعد ثلاثة أيام من استشهاده “أنا نفسي لما أكبر أدخل الكلية الحربية عشان أستشهد زي بابا”، لتبقى هذه الكلمات شاهدة على رجل آمن بقضيته، وأخلص لوطنه حتى الرمق الأخير.