في ذكرى ميلاد الزعيم عادل إمام.. نصف قرن من الضحك والتأثير والإنسانية

يُطل شهر مايو هذا العام محمّلًا بمناسبة عزيزة على قلوب الملايين في مصر والوطن العربي، وهي عيد ميلاد الفنان الكبير عادل إمام، الذي تجاوز تأثيره حدود الزمن، وبات أحد أبرز وجوه الفن العربي منذ أكثر من 50 سنة.

وبين سيل التهاني والحب الجارف على مواقع التواصل الاجتماعي، لم ينسَ الجمهور ونجوم الفن استعادة أبرز محطات الرحلة الأسطورية التي قادته إلى عرش الكوميديا والدراما بلا منافس.

نشأ عادل إمام في قرية “شها” التابعة لمركز المنصورة بمحافظة الدقهلية، قبل أن تستقر عائلته في حي السيدة زينب بالقاهرة، نتيجة انتقال والده للعمل بأحد المصانع الحكومية.

ومن أروقة كلية الزراعة، انطلقت أول شرارات الموهبة، حين بدأ عادل إمام المشاركة في مسرح الجامعة، وهناك التقى بصديقه ورفيق مشواره سعيد صالح.

في عام 1962، انضم إلى فرقة التلفزيون المسرحية وهو لا يزال طالبًا. رغم صغر أدواره في البداية، إلا أن حضوره اللافت وموهبته جعلته محل أنظار المخرجين. وجاءت نقطة التحول حين اختاره الفنان فؤاد المهندس ليجسد دور السكرتير في مسرحية “أنا وهو وهي”، وهو الدور الذي أحدث صدى واسعًا وأثبت أنه أمام موهبة من العيار الثقيل.

وفي السنوات التالية، تحول عادل إمام إلى نجم الشباك الأول، جمع بين خفة الظل وعمق المضمون، ونجح في أن يعبر عن هموم الناس، وأن يكون مرآة حقيقية لقضاياهم، حتى بات لقبه الأشهر “الزعيم”.

هدى المفتي، التي وقفت أمامه في مسلسل “فلانتينو” بدور ابنته “نبوية”، تحدثت عن رهبتها في أول لقاء معه، لكن روحه المرحة، على حد وصفها، بدّدت التوتر، ونقلت طاقة إيجابية لجميع فريق العمل. وأضافت أنها لا تنسى نصيحته لها: “ركزي في اختياراتك، وخاصة في السينما… لأنها هي اللي بتصنع التاريخ”.

في برنامج “Yes I am famous” كشف الزعيم عن جانب من حياته العائلية، حيث تحدث عن أبنائه الثلاثة: رامي ومحمد وسارة. وأشار إلى أن رامي لديه ثلاثة أبناء: عادل، عز الدين، ورقية، بينما سارة لديها ثلاث بنات: هالة، أمينة، وكاميليا.

كما روى الزعيم خلال اللقاء موقفًا مؤثرًا عن والده، الذي لم يكن يعلم في البداية بعمله في التمثيل، إذ كان إمام يعود ليلًا بعد التصوير ويدّعي أنه كان في المعمل الجامعي، إلى أن علم والده بالحقيقة عن طريق وكيل الوزارة الذي أثار فضوله بسؤاله عن “ابنه الفنان الشهير”.

وفي ذكرى ميلاده، يبقى عادل إمام أكثر من مجرد فنان، هو حالة فنية وإنسانية نادرة، صنعت البهجة، وأرّخت لقضايا المجتمع، وتركت أثرًا لا يُمحى في ذاكرة الجمهور العربي.