24 مايو 2025 16:53
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

في مرمى البنادق الإسرائيلية..فلسطينيون يُجبرون على حماية الجنود بأجسادهم

في مشهد يعكس جانبًا مظلمًا ومروعًا من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، يكشف تقرير أمريكي حديث الستار عن ممارسات غير إنسانية، تُعد انتهاكًا صارخًا لقوانين الحرب والاتفاقيات الدولية.

 

في مرمى البنادق الإسرائيلية..فلسطينيون يُجبرون على حماية الجنود بأجسادهم - 1 - سيناء الإخبارية

التقرير الصادر عن وكالة “أسوشيتد برس” استند إلى شهادات صادمة من جنود في جيش الاحتلال وشهود فلسطينيين، أكدت استخدام المدنيين كدروع بشرية، في ممارسات تبدو ممنهجة ومتكررة، وليست مجرد تجاوزات فردية.

ووفقًا لما أوردته الوكالة، فإن ضابطًا في جيش الاحتلال الإسرائيلي كتب تقريرين مفصلين إلى قائد اللواء العسكري، يوضح فيهما توثيق استخدام المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية، وهي تقارير كان من المفترض رفعها إلى قائد الفرقة، لكن الجيش رفض التعليق رسميًا على محتواها.

إحدى الحوادث الموثقة في التقارير تشير إلى مقتل فلسطيني بالخطأ، أُطلق عليه الرصاص أثناء فراره إلى داخل منزل، دون علم إحدى الوحدات بأن وحدة إسرائيلية أخرى كانت تستخدمه كدرع بشري. الضابط أوصى وقتها بضرورة إلباس هؤلاء المدنيين ملابس عسكرية للتمييز وتفادي “الالتباس”.

في مرمى البنادق الإسرائيلية..فلسطينيون يُجبرون على حماية الجنود بأجسادهم - 3 - سيناء الإخبارية

الرقيب الذي أدلى بشهادته أكد علمه بحالة أخرى فقد فيها فلسطيني وعيه ومات أثناء استخدامه كدرع داخل نفق.

وأوضح أن بعض الجنود حاولوا الاعتراض على هذه الممارسات دون جدوى، متهمًا القيادة العليا بتجاهل القانون الإنساني الدولي، بل وتوجيه تعليمات صريحة بالمضي في استخدام المدنيين لتحقيق أهداف عسكرية.

واحدة من الشهادات الأكثر إيلامًا جاءت من شاب فلسطيني يبلغ من العمر 16 عامًا، ورجل ثلاثيني، قال الرقيب إن وحدته استخدمتهما كدروع بشرية لعدة أيام، وكانا يرتجفان ويكرران كلمة “رفح”، في إشارة إلى المدينة المزدحمة بالنازحين في جنوب القطاع.

في مرمى البنادق الإسرائيلية..فلسطينيون يُجبرون على حماية الجنود بأجسادهم - 5 - سيناء الإخبارية

شهادات مؤلمة من غزة والضفة
في مدينة خان يونس، روى مسعود أبو سعيد، 36 عامًا، كيف استُخدم كدرع بشري لمدة أسبوعين، أُجبر خلالها على دخول منازل ومستشفيات ومبانٍ بحثًا عن أنفاق.

ارتدى سترة إسعاف لحمايته، وكان يحمل هاتفًا ومطرقة وقاطعة سلاسل. في إحدى المرات، التقى بشقيقه الذي كان هو الآخر محتجزًا لدى وحدة إسرائيلية ويُستخدم كدرع. قال مسعود: “عندما رأيته عانقته وظننت أنه قد أُعدم”.

أما في الضفة الغربية، فكانت الشهادة الأبرز من حزار استيتي، التي اقتحم جنود الاحتلال منزلها في مخيم جنين في نوفمبر، وأجبروها على تصوير شقق الجيران وتفتيشها قبل أن يداهموها. توسلت إليهم السماح لها بالعودة إلى طفلها الرضيع، لكنهم تجاهلوا توسلاتها، وتركت وهي ترتجف خوفًا من أن تُقتل.

في مرمى البنادق الإسرائيلية..فلسطينيون يُجبرون على حماية الجنود بأجسادهم - 7 - سيناء الإخبارية

ما كشفته هذه الشهادات ليس مجرد تجاوزات، بل هو سلوك ممنهج يدل على استهتار صارخ بالقوانين الدولية والإنسانية، استخدام الفلسطينيين كدروع بشرية في غزة والضفة ليس فقط جريمة أخلاقية وإنسانية، بل جريمة حرب تستوجب التحقيق والمحاسبة الدولية.