16 يوليو 2025 22:04
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

كارثة إنسانية تلوح فى الأفق بجنوب السودان: الجوع يهدد الملايين

وبرنامج الأغذية العالمي يطلق عملية إنزال جوي طارئة

في ظل تصاعد موجات النزوح والقتال العنيف، تفاقم الوضع الإنساني في جنوب السودان بصورة غير مسبوقة، مع عجز عشرات الآلاف من الأسر عن الحصول على الغذاء أو المأوى، مما دفع برنامج الأغذية العالمي إلى تنفيذ عملية إنزال جوي طارئة للمساعدات في ولاية أعالي النيل، في محاولة أخيرة لإنقاذ آلاف الأرواح من براثن الجوع الكارثي.

في تقرير صادم، كشف برنامج الأغذية العالمي أن أكثر من مليون شخص في أعالي النيل وحدها يعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي، بينهم 32 ألفًا يعيشون فعليًا في ظروف “الكارثة الغذائية”، وهو أعلى مستوى ممكن من تصنيفات الجوع الأممية.

ومنذ اندلاع القتال في مارس الماضي، تضاعف هذا الرقم بثلاثة أضعاف، ما أدى إلى نزوح جماعي وتعطّل إيصال المساعدات لأكثر من أربعة أشهر.

وأشار البرنامج إلى أن التوزيعات الأخيرة تعتبر أول دخول فعلي للمساعدات الغذائية لمناطق نائية في ناصر وأولانج منذ شهور، حيث تم الوصول جواً لأكثر من 40 ألف شخص يواجهون خطر الموت جوعًا.

ومع اقتراب ذروة موسم الجفاف، يهدف البرنامج للوصول إلى 470 ألف شخص في أعالي النيل وشمال جونقلي، رغم أن الوصول حتى الآن لم يتجاوز 300 ألف.

بسبب نقص حاد في التمويل، اضطر البرنامج إلى خفض الحصص الغذائية المقدمة إلى 2.5 مليون شخص فقط من الأكثر احتياجًا، وهو ما يعادل 30% فقط من العدد الإجمالي المحتاج للمساعدة العاجلة.

وأكد التقرير أن 57% من سكان جنوب السودان (7.7 مليون شخص) يعيشون حاليًا بين مستويات الأزمة والطوارئ والكوارث الغذائية، فيما يواجه 2.3 مليون طفل خطر سوء التغذية الحاد – في واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية التي تشهدها القارة.

وقالت ماري إلين ماكجروارتي، مديرة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان، إن الصراع والجوع يسيران جنبًا إلى جنب بشكل مأساوي، مشيرة إلى أن “مقاطعتي ناصر وأولانج معرضتان لخطر الانزلاق إلى مجاعة شاملة دون تدخل فوري”.

وشددت على أن إعادة فتح الطرق النهرية المؤدية إلى أعالي النيل وجونقلي باتت أولوية قصوى، فهي المسارات الأقل تكلفة والأكثر فاعلية لنقل المساعدات، لكن النزاع المسلح المستمر يعوق استخدامها.

وأضافت المسؤولة الأممية: “إذا لم نتمكن من توصيل الغذاء في الوقت المناسب، فإن الجوع سيتفاقم والمجاعة ستصبح تهديدًا حقيقيًا ووشيكًا”.

وأكدت أن التجارب السابقة أثبتت أنه حين تصل المساعدات بانتظام، يمكن درء الكارثة، كما حدث في ولاية جونقلي، مشيرة إلى أنه لا يزال بالإمكان تكرار هذا النجاح في أعالي النيل إذا تحققت الظروف الميدانية اللازمة.