28 يونيو 2025 03:05
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

كارثة الطرق في مصر .. دماء تسيل على الأسفلت وأرقام صادمة تكشف المأساة

حادث تصادم

في  ظل صمت رسمي مريب، تواصل حوادث الطرق في مصر حصد الأرواح بلا رحمة، حيث تحولت الشوارع إلى ساحات موت يومية تفتك بالآلاف سنوياً.

الأرقام الرسمية تكشف عن واقع مرير يدفع المصريون ثمنه من دمائهم، فيما تبقى الحلول حبراً على ورق.

تشير أحدث الإحصائيات إلى أن مصر تشهد ما يقارب سبعة آلاف حادث مروري سنوياً، يذهب ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف قتيل واثني عشر ألف جريح.

هذه الأرقام المخيفة تضع البلاد في مرتبة متقدمة بين دول العالم في معدلات وفيات حوادث الطرق، وهو ما يستدعي وقفة جادة لمعالجة هذه الكارثة الإنسانية.

السرعة القاتلة والطرق المهترئة

تتصدر السرعة الزائدة قائمة أسباب الحوادث في مصر، حيث تتسبب في ما يقارب 40% من الحوادث المميتة. المشهد يتكرر يومياً على الطرق الصحراوية والسريعة، حيث تتحول السيارات إلى قذائف مميتة بفعل القيادة المتهورة.

ولا تقل خطورة حالة الطرق المتردية، حيث تتحول الحفر المفاجئة وغياب الإنارة الكافية إلى فخاخ مميتة للمارة والسائقين على حد سواء.

ميكروباصات الموت

تمثل وسائل النقل العام، وخاصة الميكروباصات القديمة، أحد أخطر عناصر هذه المعادلة.

تعمل هذه المركبات في كثير من الأحيان دون صيانة دورية، محملة بأعداد تفوق طاقتها بكثير، لتتحول إلى توابيت متحركة على الطرق.

الغياب شبه الكامل للرقابة على هذه الوسائل يزيد الطين بلة، حيث تنتشر ظاهرة الرشاوى لتجاوز الفحص الفني الإلزامي.

حلول باهتة أمام كارثة دامية

رغم إطلاق الحكومة لبعض المبادرات لتحسين السلامة المرورية، مثل تشديد العقوبات على مخالفات السرعة وتطوير بعض الطرق الرئيسية، إلا أن الخبراء يرون هذه الإجراءات غير كافية لمواجهة الكارثة. فغياب الرقابة الفعالة واستمرار تردي حالة كثير من الطرق الثانوية، إضافة إلى ضعف الوعي المروري بين السائقين، كلها عوامل تجعل من الصعب تحقيق تقدم ملموس في خفض عدد الضحايا.

قصص إنسانية مفجعة

وراء كل رقم من هذه الأرقام الصادمة، تقف قصة إنسانية مأساوية. أسرة فقدت معيلها الوحيد في حادث مروّع، طفل أصبح مقعداً بعد أن دهسته سيارة مسرعة، سائق شاحنة لقي حتفه بسبب الإرهاق وعدم الحصول على قسط كاف من الراحة. هذه الحكايا لا تظهر في التقارير الإحصائية، لكنها تشكل الجانب الإنساني الأكثر إيلاماً لهذه الكارثة.

النداء الأخير

بات من الواضح أن حل أزمة حوادث الطرق في مصر يحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية وإستراتيجية شاملة.

تحسين البنية التحتية للطرق، فرض رقابة صارمة على وسائل النقل، تشديد العقوبات على المخالفين، وتعزيز الوعي المروري، كلها عناصر لا غنى عنها لوقف نزيف الدماء على أسفلت الطرق.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: كم روحاً أخرى يجب أن تزهق قبل أن تتحرك الجهات المعنية بجدية لإنهاء هذه المأساة؟