كيف حصل ترامب على “القصر الطائر” من قطر دون مقابل؟..  صحيفة أمريكية تكشف الكواليس

في واحدة من أكثر الصفقات الرئاسية إثارة للجدل، كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن قطر كانت تسعى لبيع طائرتها الفاخرة من طراز بوينج 747-8، والتي تُقدّر قيمتها بـ400 مليون دولار، لكن انتهى بها الأمر لتكون “هدية مجانية” للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

الصحيفة أوضحت في تحقيق مطوّل أن ترامب، الذي كان يبحث عن بديل سريع لطائرة الرئاسة الأمريكية القديمة “إير فورس وان”، وجد ضالته في الطائرة القطرية الفاخرة، والتي كانت توصف بأنها “قصر طائر”.

فبعد أن واجهت الولايات المتحدة تأخيرات متكررة في تنفيذ عقد بوينج لتسليم طائرتين رئاسيتين جديدتين، أُجبر ترامب على استخدام نفس الطائرات القديمة التي استخدمها الرئيس جورج بوش الأب منذ أكثر من 3 عقود، والتي باتت تتطلب إصلاحات مستمرة وصيانة شاقة.

رغبة ترامب في طائرة فخمة تعكس صورة القوة والهيبة الأمريكية، دفعته للبحث عن بدائل فورية، قائلاً علناً: “نحن الولايات المتحدة الأمريكية، ويجب أن نمتلك أجمل طائرة في العالم.”

ومع بداية فترته الرئاسية، بدأ مسؤولون في البنتاجون والمكتب العسكري للبيت الأبيض في دراسة خيارات شراء طائرة مؤقتة.

وسرعان ما بدأ التنسيق السري بين واشنطن والدوحة، بمشاركة مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، والذي لعب دوراً محورياً في الوساطة.

وخلال عملية البحث، جرى إعداد قائمة بالطائرات المتاحة عالمياً من طراز بوينج 747 ذات تصميم رجال الأعمال، ولم يكن هناك سوى 8 طائرات تنطبق عليها المواصفات، من بينها الطائرة القطرية، والتي كانت الدوحة تحاول بيعها منذ سنوات دون نجاح.

تفاصيل الرفاهية الموجودة على متن الطائرة كانت من النوع الذي يستهوي ترامب: أقمشة ناعمة فاخرة، قشور خشب طبيعية، جلد راقٍ، وحمام مصمم بفخامة فنية نادرة. الطائرة كانت جاهزة، لكن كانت هناك حاجة إلى خطوة أخيرة: إقناع ترامب.

وفي منتصف فبراير، أرسلت قطر الطائرة إلى فلوريدا، حيث صعد ترامب على متنها في جولة خاصة بتاريخ 15 فبراير، وانبهر بها على الفور، ومنذ تلك اللحظة، تحول النقاش بين مستشاريه من “شراء” إلى “تبرع”.

وبالفعل، أعلن ترامب يوم 11 مايو أن قطر قدمت الطائرة للولايات المتحدة كهدية، دون أن يوضح كيف تغيّرت طبيعة الصفقة، لكن الصحيفة تؤكد أن الصفقة استغرقت أسابيع من التنسيق بين الجهات الأمريكية والقطرية، بمشاركة البيت الأبيض والبنتاجون وشركة بوينج.

وفي النهاية حصل ترامب على طائرة رئاسية بمواصفات لا تقل عن قصور الملوك، أصبحت في متناول رئيس أمريكا، دون أن تتكلف خزينة الدولة دولاراً واحداً.