محور المقاومة في اختبار البقاء..وطهران تبحث عن دعم الحلفاء وسط حرب الاستنزاف

مع تصاعد الحرب بين إيران وإسرائيل، تجد طهران نفسها في لحظة حرجة تبحث خلالها عن دعم حلفائها في “محور المقاومة”، الذين دعموا مشروعها الإقليمي لعقود، لكنهم اليوم منهكون ومُحيدون بفعل الضربات المتلاحقة.
في 19 يونيو 2025، طلب الجنرال محمد رضا نقدي، منسق “الحرس الثوري”، من الأذرع الإقليمية تنفيذ تحركات ميدانية لتخفيف الضغط المتزايد على طهران، التي دخلت أسبوعها الثاني في مواجهة عسكرية غير متوقعة بدأت بهجوم إسرائيلي مباغت في 13 يونيو.
رغم سنوات من التمدد، تقطعت طرق إمداد المحور، وتراجعت قدراته. إسرائيل عملت لـ20 شهرًا على تحييد وكلاء إيران في غزة ولبنان واليمن، ضمن حملة بدأت منذ عملية “طوفان الأقصى” التي قادتها “حماس” في أكتوبر 2023.
حماس: من الجبهات المفتوحة إلى حرب الشوارع
تراجعت قدرات “حماس” إلى تنفيذ كمائن صغيرة داخل قطاع غزة، بعد فقدانها غالبية قياداتها العسكرية والسياسية.
التنظيم بات يكتفي بإظهار التضامن مع إيران عبر بيانات إعلامية، دون القدرة على إسناد ميداني حقيقي، في وقت تحتل فيه إسرائيل نحو 35% من غزة.
اغتيال إسرائيل لمحمد سعيد إيزادي، مسؤول “فرع فلسطين” في “فيلق القدس”، وجه ضربة قاسية لقنوات التواصل مع الفصائل، خاصة بعد مقتل يحيى السنوار.
العراق: تهديدات بلا نار
في العراق، تحولت السفارة الأميركية في بغداد إلى ثكنة، بينما انسحب الأميركيون تدريجيًا من قاعدة “عين الأسد”. ورغم تصاعد الخطاب الإعلامي للفصائل المسلحة، إلا أن قرار الانخراط العسكري لا يزال مؤجلًا.
طهران تُفضل إبقاء العراق مستقرًا سياسياً واقتصاديًا، لكن احتمال فتح الجبهة قائم إذا تدخلت الولايات المتحدة عسكريًا ضد إيران.
حزب الله: مأزق ما بعد نصر الله
اغتيال حسن نصر الله في سبتمبر 2024 أدى إلى تفكك البنية القيادية لحزب الله، وتراجع كبير في قدراته الهجومية.
ورغم استمرار سقوط عناصره في غارات إسرائيلية، فإن الحزب يعيش أزمة قرار بين الرغبة في الرد وضغط البيئة الداخلية الرافضة لخوض حرب بالوكالة عن طهران.
الحوثيون الورقة الأخيرة
رغم تضرر شبكة التنسيق بعد نصر الله، عزز الحوثيون دورهم كمركز عمليات للحرس الثوري، خاصة في البحر الأحمر والقرن الأفريقي.
إيران منعتهم سابقًا من استخدام صواريخ استراتيجية بسبب المفاوضات مع واشنطن، لكن في حال دخول أمريكا الحرب، قد تُفعل طهران هذه الورقة دون تردد.
خلاصة المشهد: إيران تقف في مفترق طرق، محور المقاومة يترنح بين العجز والرهانات المؤجلة، فيما تبدو طهران وحدها في مواجهة مفتوحة، بانتظار اللحظة التي يُطلب فيها من الحلفاء التحرك، إن كانوا ما زالوا قادرين.
تعليقات 0