مساعدات إنسانية تحت مظلة سياسية.. الاحتلال يواصل استراتيجية “فصل المسارات”
تتطابق التقارير الأخيرة عن قرب تدفق المساعدات بكثافة إلى قطاع غزة مع ما تم الإعلان عنه بشأن اتفاق وقعه الاحتلال مع الاتحاد الأوروبي، يهدف لتسهيل دخول الإغاثة إلى القطاع، دون ربطها بأي مسار سياسي أو تفاوضي.
هذا النهج لا يأتي من فراغ، بل يعكس سياسة إسرائيلية جديدة تُعرف بـ”فصل المسارات”، والتي بدأت تتبلور بوضوح عقب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، وسط تنسيق وثيق مع إدارة ترامب التي تتبنى توجهاً داعماً دون شروط.
تقوم هذه السياسة على تمرير المساعدات الإنسانية دون تقديم أي تنازلات سياسية، ما يسمح للاحتلال بالتحرك العسكري بحرية على الأرض، مع تهدئة الانتقادات الأممية والدولية المتعلقة بالحصار وتجويع سكان غزة.
الفصل الواضح بين المسار الإنساني والسياسي يخدم أهدافاً بعيدة المدى، من خلال استمرار السيطرة وتثبيت الوقائع على الأرض، دون الاضطرار للدخول في تسويات شاملة، بينما تبدو الجهود الدولية وكأنها تحقق تقدماً إنسانيًا، رغم أن الواقع لا يتغير جذريًا.
تعليقات 0