22 يوليو 2025 17:29
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

مفاجأة .. الكذب في الطفولة ليس خللا في السلوك | دراسة نفسية تجيب

قد يثير لجوء طفل صغير إلى الكذب قلق الوالدين، حيث ينظر إليه غالبًا كعلامة على خلل سلوكي يستوجب التصحيح أو العقاب، لكن بعض الدراسات النفسية الحديثة تقدم رؤية مغايرة، معتبرة أن هذا السلوك قد يكون مؤشراً مبكرًا على ذكاء متطور لدى الطفل.

في سنواته الأولى، يبدأ الطفل في استكشاف البيئة من حوله بطرق مختلفة، وأحيانًا يكون الكذب إحدى أدواته للتجربة أو تفادي المواقف الصعبة.

بحسب موقع “Mind bloom”، يبدأ الأطفال في ممارسة الكذب منذ عمر السنتين، وتزداد وتيرته مع التقدم في السن، حيث تشير الإحصائيات إلى أن ما يقرب من 80% من الأطفال في سن الرابعة يكذبون بدرجات متفاوتة، وغالبًا ما يكون الهدف هو تجنب العقوبة أو الحصول على مكافأة، وليس خداع الآخرين عمدًا.

الطفل في هذه المرحلة لا يفرق تمامًا بين الحقيقة والخيال، فخياله النشط يدفعه إلى سرد القصص وتمثيل الشخصيات، وهو ما يعتبره نوعًا من اللعب.

من منظور علم النفس، يتطلب الكذب قدرات عقلية معقدة، منها فهم أن الآخرين لا يعرفون ما يعرفه هو، والقدرة على التحكم في سلوكه وتعبيراته ليظل منسجمًا مع روايته، هذه المهارات، المعروفة بـ”نظرية العقل” وضبط النفس، تعد من مؤشرات الذكاء المبكر ، وبالتالي، فإن الطفل الذي يجيد الكذب غالبًا ما يكون متميزًا في قدراته الذهنية.

كثيرًا ما يختلط الكذب بالخيال في هذه السن الصغيرة، فالطفل الذي يتخيل نفسه شخصية أسطورية قد ينقل هذا الخيال إلى مواقف الحياة اليومية، ويظنه المحيطون به يكذب، بينما هو يعيش دورًا من نسج خياله.

في التعامل مع هذا السلوك، من الأفضل تجنب العقاب أو التوبيخ المباشر، والتركيز بدلاً من ذلك على فهم الدافع خلف الكذب.

ينصح بتشجيع الطفل على قول الحقيقة من خلال الحوار الهادئ وتوفير بيئة آمنة لا يخاف فيها من الاعتراف بأخطائه، كما يمكن توجيه طاقته الخيالية نحو أنشطة مثل الرسم أو القصص، مع تعزيز السلوك الإيجابي بمدح صدقه عند ظهوره.