من الدعم إلى الصدام.. العلاقات بين ماكرون ونتنياهو على حافة القطيعة

تشهد العلاقات بين فرنسا وإسرائيل توترا غير مسبوق بلغ ذروته بعد إعلان باريس اعتزامها الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، وهو ما أثار غضب الحكومة الإسرائيلية واتهامات مباشرة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتأجيج معاداة السامية
ورد قصر الإليزيه على هذه التصريحات واصفا إياها بالدنيئة والمبنية على مغالطات، مؤكدا أن الجمهورية الفرنسية ستحمي مواطنيها اليهود دائما وأن ربط الاعتراف بفلسطين بتصاعد العنف ضد اليهود أمر مرفوض
وسلطت وسائل إعلام فرنسية الضوء على تحول العلاقة بين ماكرون ونتنياهو من التضامن الكامل بعد هجمات 7 أكتوبر إلى انتقادات حادة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة وما خلفته من أوضاع إنسانية كارثية، حيث وصف ماكرون تصرفات حكومة نتنياهو في مايو الماضي بأنها مخزية وغير مقبولة داعيا إلى وقف شحنات الأسلحة ووقف إطلاق النار
التوتر تفاقم مع سلسلة إجراءات فرنسية مثل منع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض دفاعي بحري والتصويت لصالح قرار أممي يطالب إسرائيل بإنهاء وجودها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ورد نتنياهو باتهام باريس بالانحياز إلى “منظمة إرهابية” وبتهديدات دبلوماسية شملت إعلان نية إغلاق القنصلية الفرنسية في القدس رغم نفي باريس تلقيها أي إخطار رسمي
كما أبدى ماكرون في تصريحات علنية وأسهم عبر منشورات على منصة “إكس” في الدعوة إلى نشر بعثة دولية لتحقيق الاستقرار في غزة والتحذير من كارثة وشيكة ستجر المنطقة إلى حرب دائمة إذا استمر التصعيد العسكري الإسرائيلي
ويرى محللون فرنسيون أن إعلان فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين مثل نقطة تحول جوهرية في العلاقات بين الزعيمين تجاوزت الخلافات الخطابية المعتادة، خاصة بعد أن تبنت عدة دول غربية التوجه نفسه، الأمر الذي يهدد بمزيد من القطيعة بين باريس وتل أبيب
تعليقات 0