7 يوليو 2025 07:44
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

نتنياهو يطالب بخطة لاحتلال غزة ويصطدم مع قادة الجيش

بينما تتهيأ الدوحة لاحتضان جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل بشأن التوصل لهدنة في غزة، فجّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مفاجأة بإصداره تعليمات مباشرة لرئيس الأركان إيال زامير لإعداد خطة لاحتلال قطاع غزة بالكامل.

هذه التعليمات جاءت خلال جلسة أمنية مغلقة اتسمت بتوتر بالغ وشهدت صراخاً وضرباً على الطاولة، وفق تسريبات متعمدة نُقلت عبر وسائل إعلام إسرائيلية.

التحليلات في إسرائيل اختلفت حول الهدف من تسريب تفاصيل الجلسة.

فريق رأى أن نتنياهو يحاول الضغط على حماس قبيل مفاوضات الدوحة لدفعها للقبول بشروط إسرائيل، خاصة ما يتعلق برفض وقف إطلاق النار الدائم.

فريق آخر اعتبر أن التسريب كان وسيلة من نتنياهو للتغطية على فشل حكومته في تحقيق حسم عسكري واضح، وتحميل الجيش المسؤولية.

بينما رجح فريق ثالث أن التسريب يعكس حقيقة توجه الحكومة الإسرائيلية نحو رفض اتفاق التهدئة من الأساس.

ما بدا واضحاً من مجريات الجلسة أن نتنياهو أراد إرسال أكثر من رسالة في آنٍ واحد: الضغط على حماس، إرضاء تحالفه الحكومي المتشدد، وتوجيه إشارات لواشنطن مفادها أنه لا يمانع في استمرار الحرب لتحقيق مكاسب سياسية وشعبية، ولو تطلب ذلك احتلال غزة.

الاجتماع الأمني ناقش الخيارات العسكرية المتاحة في حال فشل التوصل لاتفاق تهدئة.

القناة 12 الإسرائيلية أشارت إلى أن الجيش بات يعتبر أن عملية “عربات جدعون” قاربت على تحقيق أهدافها، وأن المرحلة المقبلة ستشمل تقديم خطط للقيادة السياسية لاستكمال الأهداف المعلنة، وعلى رأسها استعادة الأسرى وضرب بنية حماس.

لكن الجلسة شهدت مواجهة مباشرة بين نتنياهو ورئيس الأركان زامير. الأخير رفض بشدة فكرة إعادة احتلال غزة بالكامل، محذراً من تبعات ذلك على الجيش والمجتمع الإسرائيلي، ومتسائلاً عن هوية الجهة التي ستحكم مليونَي فلسطيني جائع وغاضب.

زامير شدد على أن هذا الخيار سيقود لفقدان السيطرة وربما تمرد شامل ضد القوات الإسرائيلية. ورغم تحفظه، أكد أنه مستعد لتنفيذ الأوامر السياسية.

الوزيران المتطرفان بن غفير وسموتريتش دخلا على خط التوتر، ودعما نتنياهو في الهجوم على زامير، متهمين إياه بالفشل في تنفيذ قرارات القيادة السياسية.

وهنا رد زامير بانفعال مؤكداً أن جنوده يُقتلون يومياً في المعارك، ولا مجال للتهاون أو التصعيد غير المدروس.

نتنياهو طالب زامير بإعداد خطة لإخلاء واسع لأهالي غزة ونقلهم نحو الجنوب، على أن يتم عرضها فور عودته من واشنطن، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في محادثات تتمحور حول غزة وإيران.

في خلفية هذا المشهد المحتدم، يبدو أن إسرائيل تسعى إلى “صورة نصر” تنهي بها الحرب، خاصة وأن الجيش الإسرائيلي لم يحقق إنجازات بارزة في غزة مقارنةً بالجبهات الأخرى.

الجيش يفضل إنهاء الحرب عند هذا الحد، بينما نتنياهو لا يزال يراهن على خطوات تصعيدية تنقذه سياسياً في الداخل.

لكن الانقسامات داخل الحكومة باتت علنية، إذ خرج سموتريتش بتصريحات اتهم فيها نتنياهو وزامير معاً بالفشل، وانتقد التسريبات التي اعتبرها خطراً على أمن الدولة.

كما اتهم الجيش بتحويل المساعدات الإنسانية إلى دعم لوجستي لحماس، ما يعرقل تحقيق أهداف الحرب.

في المجمل، تعكس هذه التطورات تعقيدات الوضع السياسي والعسكري داخل إسرائيل، والانقسام الحاد بين القيادة السياسية والعسكرية بشأن إدارة الحرب على غزة، ومستقبلها في ظل ضغوط داخلية وخارجية متزايدة.