7 يوليو 2025 12:27
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

نتنياهو يطلب خطة لاحتلال غزة رغم مفاوضات الهدنة… صدام مع الجيش وخلافات داخل الحكومة

بينما تتجه الأنظار إلى الدوحة حيث يُتوقع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل بشأن هدنة في غزة، فاجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأوساط السياسية والأمنية بطلبه من الجيش إعداد خطة لاحتلال قطاع غزة بالكامل.

وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية، فإن اجتماع “الكابينت” الأمني المصغر مساء السبت، شهد سجالات حادة وصراخًا وضربًا على الطاولة، مع تسريب متعمد لأجواء الجلسة لإيصال رسائل ضاغطة في أكثر من اتجاه.

وقد وجّه نتنياهو أوامره إلى رئيس أركان الجيش، إيال زامير، بإعداد خطة واضحة لإخلاء سكان غزة وفرض السيطرة الإسرائيلية، على أن يتم عرضها عليه فور عودته من زيارة مرتقبة إلى واشنطن للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يُتوقع أن يعلن خلالها عن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار.

خلفية مشحونة وتفسيرات متعددة

التسريبات أثارت جدلًا واسعًا في إسرائيل، حيث انقسم المحللون بين من رأى فيها محاولة للضغط على حماس قبل المفاوضات، وبين من اعتبرها وسيلة لإظهار غضب نتنياهو من الجيش الذي يرفض تنفيذ خططه التصعيدية، بينما يرى فريق ثالث أنها تعكس الرفض الحقيقي لنتنياهو وحكومته لأي وقف دائم لإطلاق النار.

ويبدو أن دوافع نتنياهو مركبة، فهو يحاول إرضاء قاعدة اليمين المتطرف وتهدئة شريكيه في الحكم، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، اللذين يهددان بالانسحاب إذا تم التنازل عن هدف “اجتثاث حماس”.

كما يسعى نتنياهو إلى تصدير صورة القوة والتماسك، والتأكيد على أنه يتحرك كقائد يرفض بقاء حماس في غزة بأي شكل، في محاولة لإقناع ترامب بأنه “يريد السلام من خلال القوة”.

تصعيد داخلي ورفض عسكري

الاجتماع الأمني شهد خلافًا حادًا بين نتنياهو وزامير، الذي حذّر من أن فرض السيطرة على مليوني فلسطيني “جوعى ومهانون” سيؤدي إلى فقدان السيطرة الميدانية وتآكل صورة الجيش، وأشار إلى أن الخطة ستتطلب موارد هائلة وقد تُعرض الجنود لمخاطر كبيرة.

ورغم أن زامير أعلن التزامه بأوامر القيادة السياسية، إلا أنه أوضح تحفظاته بوضوح، مؤكدًا أن “الاحتلال المباشر لغزة مغامرة محفوفة بالفشل”، فيما رد نتنياهو عليه بغضب مطالبًا بخطة شاملة للإخلاء والسيطرة.

انقسام داخل الحكومة

لم يقتصر الخلاف على المؤسسة الأمنية، بل امتد إلى الائتلاف الحكومي نفسه. فقد وجه الوزير سموتريتش انتقادات صريحة لنتنياهو وزامير، واتهم كليهما بالتقصير في تنفيذ قرارات “الكابينت”، واعتبر أن التسريبات من الجلسات تُضعف موقف إسرائيل الأمني.

ويبدو أن الائتلاف الحاكم يتعرض لضغوط متزايدة، خصوصًا مع تصاعد الانتقادات الشعبية والعسكرية لطريقة إدارة الحرب، وفشل الحكومة في تقديم رؤية واضحة لما بعد العمليات العسكرية في غزة.

صورة النصر أم واقع الهزيمة؟

يسعى الجيش الإسرائيلي لإنهاء الحرب بـ”صورة نصر” على الأقل، بعد أن فشل في القضاء الكامل على حماس رغم العمليات المكثفة والدمار الهائل، في وقت ما زالت الحركة تنفذ هجمات موجعة ضد الجنود الإسرائيليين.

يرى زامير أن النجاحات على الجبهات اللبنانية والسورية والإيرانية يمكن أن تغطي على الإخفاق في غزة، بينما يرفض نتنياهو هذا الطرح لأنه يريد تحميل المسؤولية للجيش وتبرئة نفسه أمام الرأي العام الإسرائيلي والأمريكي.