10 نوفمبر 2024 23:02
سيناء الإخبارية

خريطة بابلية قديمة عمرها 3 آلاف سنة تكشف أسرار جديدة عن الطوفان العظيم وموقع سفينة نوح

تمكن علماء الآثار من فك شفرة خريطة بابلية قديمة تعود إلى حوالي 3000 عام، كاشفين عن تفاصيل مذهلة حول أحد أقدم الأساطير في التاريخ، وهي قصة الطوفان العظيم وسفينة نوح.

واللوح الطيني، المعروف باسم “إيماجو موندي”، يحمل رسومات ونصوصاً مسمارية تصور العالم القديم كما تصوره البابليون.

اكتشاف مذهل في المتحف البريطاني:
بفضل جهود فريق من الباحثين في المتحف البريطاني، تم فك رموز هذا اللوح واكتشاف دليل قوي يشير إلى موقع “سفينة نوح”. وظهر اللوح البابلية، المعروف باسم “إيماجو موندي”، بتصميم دائري يتضمن نظام كتابة مسمارية يصف الخلق المبكر للعالم.

خريطة بابلية قديمة عمرها 3 آلاف سنة تكشف أسرار جديدة عن الطوفان العظيم وموقع سفينة نوح

تفاصيل مثيرة:
يعمل الجزء الخلفي من اللوح كمفتاح، يصف ما يجب أن يراه المسافر في رحلته، حيث يذكر أنه يجب عليهم المرور عبر “7 فراسخ” لرؤية “شيء سميك مثل وعاء البارسيكتو”. وقد تم العثور على كلمة “بارسيكتو” في ألواح بابلية أخرى، والتي تشير إلى حجم القارب المطلوب للبقاء على قيد الحياة بعد الطوفان العظيم.

الرحلة إلى “أورارتو”:
اتبع الباحثون التعليمات الواردة في اللوح، ووجدوا مسارًا يؤدي إلى “أورارتو”، حيث تشير قصائد قديمة من بلاد ما بين النهرين إلى رجل وعائلته الذين قاموا ببناء سفينة للحفاظ على الحياة. هذا الموقع يعد المعادل الآشوري لـ “أرارات”، الكلمة العبرية للجبل الذي تحطمت عليه السفينة.

التفاصيل العلمية:
عثر على اللوح في عام 1882 في ما يعرف الآن بالعراق، ويعود تاريخه إلى الألفية الثانية قبل الميلاد. النص المكتوب بالخط المسماري يستخدمه البابليون فقط، ويتضمن معلومات حول الأحداث الفلكية والتنبؤات المستقبلية وخريطة “العالم المعروف” في ذلك الوقت. توضح الرسومات وجود بلاد ما بين النهرين في الجزء السفلي من الخريطة، محاطة بدائرة تمثل نهرا يعتقد أنه يحيط بالعالم.

قصة الطوفان:
تتحدث النسخة البابلية من القصة عن الإله إيا الذي أرسل طوفانًا قضى على البشرية باستثناء أوتنابشتم وعائلته، الذين بنوا فلكًا بأمر الإله وملأوه بالحيوانات. يُعتبر أن السفينة استقرت على “جبال أرارات” في تركيا بعد فيضان دام 150 يوماً.

خريطة بابلية قديمة عمرها 3 آلاف سنة تكشف أسرار جديدة عن الطوفان العظيم وموقع سفينة نوح

التحديات العلمية:
على الرغم من اعتبار الطوفان حدثًا تاريخيًا، لا يؤمن معظم العلماء بالتفسير الحرفي للقصة. ومع ذلك، يقوم فريق من الخبراء بقيادة جامعة إسطنبول التقنية بحفريات في الجبل منذ سنوات، ليكشفوا في عام 2023 عن العثور على طين ومواد بحرية ومأكولات بحرية في المنطقة.

تستمر الأبحاث حول هذا الموضوع، مما يبرز الأهمية التاريخية والدينية لقصة الطوفان وسفينة نوح في الثقافات المختلفة.