احذر.. المكملات الغذائية والفيتامينات تصيب بهذا المرض الخطير

من المعروف أن المكملات الغذائية تعزز الصحة وتزيد من النشاط، إلا أن بعض هذه المنتجات التي توصف بأنها مفيدة قد تسبب أضرارًا خفية للكلى دون ظهور أعراض واضحة في البداية، إذ تعمل الكليتان بصمت حتى مع شعور الشخص بصحة جيدة، وهو ما أشار إليه تقرير نشره موقع تايمز أوف إنديا.
تعمل الكليتان كمرشحات طبيعية للجسم، حيث تقومان باستمرار بتنقية الدم من الفضلات والفيتامينات الزائدة والمعادن وبعض المركبات النباتية، وعند الإفراط في تناول المكملات الغذائية، خاصة بجرعات مرتفعة أو لفترات طويلة أو بتركيبات غير مناسبة، يتعرض هذا النظام الدقيق للإجهاد، ما قد يؤدي إلى تلف أنسجة الكلى أو حدوث تفاعلات التهابية أو تحسسية، بالإضافة إلى تراكم كميات كبيرة من البوتاسيوم أو الفوسفور أو حتى المعادن الثقيلة داخل الكليتين.
ولا تعد المكملات العشبية آمنة دائمًا، فمصطلح طبيعي لا يعني بالضرورة خلو المنتج من المخاطر، إذ إن بعض المنتجات العشبية، خاصة تلك التي تسوق لإنقاص الوزن أو إزالة السموم أو علاج التهاب المفاصل أو دعم صحة المرأة، قد تسبب أضرارًا جسيمة للكلى دون ملاحظة فورية، فالأعشاب التي تحتوي على حمض الأرستولوشيك على سبيل المثال قد تؤدي إلى تليف خطير في الكلى وتزيد من خطر الإصابة بسرطانات المسالك البولية، كما ارتبطت بعض العلاجات الشعبية بإصابات كلوية حادة أو تلف مزمن، خاصة عند استخدامها لفترات طويلة دون إشراف طبي.
وحتى لدى الأشخاص الأصحاء، فإن تناول كميات كبيرة من الأعشاب أو شراؤها من مصادر غير موثوقة قد يكون محفوفًا بالمخاطر، نظرًا لعدم وضوح أو دقة المعلومات المدونة على عبوات كثير من هذه المنتجات.
أما الفيتامينات ومكملات تقوية المناعة، فرغم شيوع الاعتقاد بأنها غير ضارة، فإن الجرعات المرتفعة، خاصة من الفيتامينات الذائبة في الدهون، قد تتراكم في الجسم وتفرض عبئًا إضافيًا على الكليتين، كما أن بعض المكملات متعددة الفيتامينات تحتوي على معادن إضافية أو مستخلصات عشبية أو آثار معادن، واستخدام أكثر من نوع في الوقت نفسه يزيد من إجهاد الكلى، وهو ما يشكل خطرًا أكبر على مرضى الكلى المزمنة.
وتنتشر مكملات تحسين الأداء الرياضي مثل مساحيق البروتين والكرياتين ومكملات ما قبل التمرين في الصالات الرياضية، ورغم فائدتها في بناء العضلات، فإن سوء استخدامها قد يرهق الكلى، فالإفراط في تناول البروتين يزيد العبء على الكليتين، خاصة لدى من يعانون من السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو ضعف وظائف الكلى، كما أن الكرياتين يعد آمنًا نسبيًا عند الالتزام بالجرعات الموصى بها، إلا أن الجفاف أو الجرعات العالية جدًا أو وجود مشكلات كلوية سابقة قد يحوله إلى خطر حقيقي، وتحتوي مكملات ما قبل التمرين غالبًا على كافيين ومنشطات تؤثر في ضغط الدم وتوازن السوائل، ما ينعكس سلبًا على صحة الكلى.
وتكمن بعض المخاطر الخفية في تركيبة المكملات نفسها، إذ كشفت دراسات عن وجود مكملات ملوثة بمعادن ثقيلة مثل الكادميوم الذي يتراكم في الكلى بمرور الوقت، كما تحتوي بعض المنتجات على مواد كيميائية غير معلنة أو أدوية موصوفة تضاف لتعزيز فقدان الوزن أو بناء العضلات، وبسبب ضعف الرقابة مقارنة بالأدوية، قد تمر هذه المخاطر دون اكتشاف حتى تتفاقم الأضرار.
وتظهر مشكلات الكلى غالبًا بشكل تدريجي، وقد تشمل العلامات التحذيرية تورم القدمين أو الكاحلين أو الوجه أو محيط العينين، وظهور بول رغوي أو تغير عدد مرات التبول أو وجود دم في البول، إلى جانب الشعور بالإرهاق والغثيان وفقدان الشهية وضيق التنفس وارتفاع ضغط الدم بشكل مفاجئ أو متزايد.
ولا يعني ذلك ضرورة التوقف التام عن استخدام المكملات الغذائية، لكن الحذر واجب، وينصح بإبلاغ الطبيب أو الصيدلي بجميع المكملات أو الأعشاب أو المساحيق الرياضية المستخدمة، وتجنب المنتجات التي تحتوي على حمض الأرستولوشيك أو التركيبات الغامضة، والالتزام بالجرعات الموصى بها دون خلط منتجات متشابهة، والحذر من الادعاءات المرتبطة بالنتائج السريعة أو الجرعات الضخمة، مع الحفاظ على ترطيب الجسم وإجراء فحوصات دورية لوظائف الكلى عند الاستخدام طويل الأمد.


تعليقات 0