الذكاء الاصطناعي يهدد مهارات التفكير والذاكرة… وتحذيرات من “كسل عقلي” جماعي

أثار التوسع السريع في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأخيرة مخاوف عدد من الخبراء والباحثين من تأثير هذه الأدوات على القدرات الذهنية للإنسان، وسط تحذيرات من اعتماد مفرط قد يؤدي إلى ضعف في التفكير النقدي، وتراجع في المهارات الإبداعية واللغوية.

ووفقاً لدراسة مشتركة أجرتها “مايكروسوفت” وجامعة كارنيغي ميلون الأميركية، فإن الاعتماد الزائد على مساعدات الذكاء الاصطناعي في بيئة العمل أدى إلى تراجع ملحوظ في التفكير النقدي لدى المستخدمين، إذ كلما زاد الوثوق في دقة هذه الأدوات، قل التدخل البشري في مراجعة مخرجاتها.

وفي السياق نفسه، عبّر عدد من علماء النفس والتربية عن قلقهم من أن يؤدي الاستخدام المستمر لأدوات الذكاء الاصطناعي إلى “كسل عقلي”، خاصة بين الطلاب، الذين باتوا يلجؤون إلى هذه التقنيات لإنجاز مهامهم الدراسية دون جهد ذهني يُذكر، مما ينعكس سلباً على تحصيلهم الدراسي على المدى الطويل.

وفيما يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يشكّل امتداداً مساعداً للعقل، يشير باحثون إلى أن الاستعانة الدائمة به قد تضعف تدريجياً من قدرات الإنسان على التذكّر والتركيز. فقد أظهرت أبحاث أن الاعتماد على أجهزة الملاحة لفترات طويلة مثلاً قد يضر بالذاكرة المكانية للمستخدمين، كما أن التشتت الناتج عن الإشعارات المستمرة يؤدي إلى انخفاض مدة التركيز بشكل ملحوظ.

من جهة أخرى، يستمر الجدل حول أثر الذكاء الاصطناعي في مجالات حيوية مثل القيادة، حيث تشير دراسات إلى أن المركبات الذاتية القيادة قد تسهم في خفض الحوادث، لكن الخبراء يؤكدون أن الاعتماد الكامل عليها ما زال يتطلب مراقبة صارمة وتحديثات مستمرة لضمان السلامة العامة.