7 أكتوبر 2025 00:36
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

لـ«عشاق الظواهر الفلكية».. سماء مصر تتزين الآن ببدر عملاق ساحر  

في مشهد فلكي استثنائي، أضاء أول قمر عملاق لعام 2025 سماء القاهرة وعدد من مناطق مصر والوطن العربي، حيث بدا القمر أكبر وأكثر إشراقًا من المعتاد بسبب اقترابه الشديد من الأرض، متزامنًا مع لحظة اكتماله لشهر ربيع الآخر بنسبة إضاءة بلغت 99.7٪، ما جعله يظهر في أبهى صورة لعشاق الظواهر الفلكية والتصوير الليلي.

وأوضحت الجمعية الفلكية بجدة في تقرير علمي أن ظاهرة القمر العملاق تحدث عندما يتزامن اكتمال البدر مع وجود القمر في أقرب نقطة له من الأرض في مداره البيضاوي، والمعروفة فلكيًا باسم “الحضيض القمري”، حيث تقل المسافة بين الأرض والقمر عن 362,146 كيلومترًا.

وفي هذه الظاهرة، بلغ بعد القمر عن الأرض 361,456 كيلومترًا، مما يضعه ضمن التعريف العلمي الدقيق للقمر العملاق، ويمنحه هذا الحجم والسطوع الاستثنائي.

وبدأ القمر في الظهور من الأفق الشرقي متزامنًا مع غروب شمس يوم الإثنين، حيث بدا بلون برتقالي دافئ بفعل العوالق الجوية والغبار الذي يشتت الأطياف الزرقاء ويترك الحمراء، ثم تحوّل لونه تدريجيًا إلى الأبيض الفضي المعتاد مع ارتفاعه في السماء، وظل مضيئًا طوال ساعات الليل حتى شروق شمس الثلاثاء، مضفيًا على الأفق مشهدًا بصريًا يأسر الأنظار.

ويبدو القمر العملاق أكبر بنحو 11٪ وأكثر سطوعًا بنحو 27٪ مقارنة بالبدر في أقصى نقطة من مداره والمعروفة بـ”الأوج القمري”، إلا أن هذا الفرق قد لا يكون ملحوظًا بالعين المجردة دون مقارنة مرئية دقيقة أو تصوير متخصص، حيث تشكل ظاهرة “وهم القمر” عاملًا نفسيًا يُظهره أكبر عند الشروق بسبب قربه من الأفق ووجود معالم في الخلفية.

وأكد التقرير أن لحظة اكتمال القمر علميًا تحدث عندما يشكل القمر زاوية 180 درجة مع الشمس، وهي الظاهرة التي سجلت هذا الشهر صباح الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 عند الساعة 06:47 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة (03:47 بتوقيت غرينتش)؛ إلا أن القمر سيبدو مكتملًا طوال ليلتي الإثنين والثلاثاء، وهو ما يمنح مراقبي السماء فرصة أطول للاستمتاع بهذا الحدث الجميل.

وفيما يتعلق بالتأثيرات المحتملة، شدد التقرير على أن القمر العملاق لا يسبب أي كوارث طبيعية أو تغيرات مناخية غير معتادة، وأن الأثر الوحيد الملموس هو في ظاهرة المد والجزر، حيث يساهم التوافق بين الشمس والأرض والقمر في خط واحد في زيادة تأثير الجاذبية، وهو ما يعرف بـ”المد الحضيضي”، ما يؤدي إلى ارتفاع أعلى للمد وانخفاض أكبر للجزر مقارنة بالمعدل الطبيعي، دون أن يرتبط بأي نشاط زلزالي أو جوي استثنائي.

ويُعد هذا الحدث فرصة مثالية لهواة الفلك والتصوير لمراقبة تفاصيل سطح القمر وفوهاته التي تبدو أكثر وضوحًا بفضل الإضاءة المباشرة للشمس، كما يشكل شروق القمر العملاق خلف الأبنية أو الجبال مشهدًا بصريًا رائعًا يستحق التوثيق، ويؤكد جمال الظواهر الطبيعية التي لا تتطلب سوى سماء صافية وعدسة مراقبة أو كاميرا مفتوحة.

يأتي هذا البدر العملاق كأول ظواهر 2025 الفلكية، مشعًا بجمال طبيعي يخطف الأنظار دون أي تأثيرات خارجة عن المألوف، في مشهد يذكر بقدرة الخالق على إبداع تفاصيل كونية غاية في الروعة، ويمنح الإنسان لحظة تأمل في روعة النظام الكوني المتقن الذي تتكرر فيه هذه الظواهر عدة مرات كل عام.