“المذاكرة مش عقاب”.. كيف نعيد شغف الأطفال بالتعلم؟

كثير من الأسر تصطدم بمشكلة رفض أطفالهم للمذاكرة والشعور بالملل من المدرسة، وهو ما يثير قلق الأهل ويدفعهم للبحث عن حلول عملية تعيد شغف أبنائهم بالتعلم. الخبراء يشددون على أن فهم السبب وراء كره الطفل للدراسة هو الخطوة الأولى للعلاج، فالمشكلة ليست دائمًا في الكسل، بل قد ترتبط بصعوبات في الفهم، أو الملل، أو القلق، أو حتى ضعف الثقة بالنفس.
1. فهم السبب أساس الحل
قبل الضغط على الطفل، من الضروري التحدث معه في أجواء هادئة لفهم مشاعره وأسباب نفوره.
هل يجد صعوبة في استيعاب الدروس؟ هل يشعر بالملل؟ أم أن أسلوب الشرح لا يناسبه؟ بمجرد اكتشاف جذور المشكلة، يسهل تبني الأسلوب الأنسب لدعمه.
2. اختيار أسلوب التعلم المناسب
الأطفال لا يتعلمون بنفس الطريقة:
بعضهم يفضل الرؤية (صور، فيديوهات).
آخرون يتعلمون بالممارسة أو من خلال الاستماع.
فإذا لم يناسب أسلوب التدريس طريقة الطفل الطبيعية في التعلم، يفقد الحماس. الحل هنا أن نراقب كيف يتفاعل مع المعلومات في حياته اليومية ونبني المذاكرة على ذلك.
3. مساحة دراسية ملهمة
البيئة الفوضوية تُشتت الانتباه. لذلك، يحتاج الطفل إلى مكان مرتب، مشرق، وهادئ، خالٍ من الهواتف أو التلفاز. إضافة بعض اللمسات مثل لوحة تحفيزية أو نبتة صغيرة قد تجعل المكان أكثر جذبًا.
4. أهداف صغيرة قابلة للتحقيق
تقسيم المهام الكبيرة إلى خطوات أصغر يقلل الضغط النفسي. بدلاً من “ذاكر الكتاب كله”، يمكن القول: “لنراجع فصلًا واحدًا اليوم”. الإنجاز المرحلي يعزز الثقة ويقلل المقاومة.
5. روتين ثابت بمرونة
وجود جدول يومي للمذاكرة يمنح الطفل شعورًا بالاستقرار، لكن يجب أن يتضمن أيضًا لحظات راحة ولعب. الروتين الصارم يحوله إلى عقاب، بينما الروتين المرن يجعله عادة صحية.
6. منح الاختيار والاستقلالية
الأطفال يميلون للمقاومة حين يُملى عليهم كل شيء. لذلك من المفيد ترك مساحة صغيرة للاختيار: أي مادة يبدأ بها، أو أي كتاب يستخدمه للمراجعة. هذه القرارات البسيطة تمنحه إحساسًا بالتحكم في مسيرته الدراسية.
في النهاية، المذاكرة ليست معركة بين الأهل وأبنائهم، بل رحلة مشتركة تحتاج لصبر، ومرونة، وفهم عميق لاحتياجات كل طفل
تعليقات 0