3 ديسمبر 2025 09:32
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

انسداد الشرايين.. مرض صامت يهدد القلب ويكشفه الجسم بإشارات مبكرة.. تعرف عليها

وفاة بأزمة قلبية

يُحذّر المتخصصون في أمراض القلب من خطورة التهاون مع انسداد الشرايين، مؤكدين أنه من أخطر الحالات التي قد تتطور دون أن يشعر بها المريض، رغم كونها المسبب الأول للوفاة في الولايات المتحدة وفق تقديرات المعاهد الوطنية للصحة (NIH).

ويُعرف هذا المرض بأنه مرحلة تتراكم فيها الترسبات الدهنية والكوليسترول على جدران الشرايين تدريجيًا، بما يؤدي إلى تضييقها وتقييد تدفّق الدم نحو القلب وسائر أعضاء الجسم، وهو ما يسلّط الضوء على ضرورة الاكتشاف المبكر قبل حدوث النوبات القلبية أو المضاعفات الكبرى، بحسب ما أورده موقع “تايمز ناو”.

ويشير أطباء القلب إلى أن عملية الانسداد لا تحدث فجأة، بل تنشأ نتيجة تراكمات مستمرة تؤدي إلى تصلب الشرايين، وترتبط بعدد من العوامل الرئيسية مثل ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار LDL، وزيادة السكر في الدم، وارتفاع ضغط الدم، إضافة إلى التدخين، وانخفاض النشاط البدني، واتباع نمط غذائي غني بالدهون المشبعة. وتُعتبر هذه العوامل مؤثرة بشكل مباشر في زيادة احتمالات الإصابة بالمرض.

ويشرح الدكتور إدوين هومان، طبيب القلب في نيويورك، أن التغييرات داخل الشرايين تتطور على مدى سنوات دون أعراض لافتة، لكن الجسم قد يرسل إشارات مبكرة تستدعي الانتباه. ومن أبرز العلامات التي يؤكد عليها وجود ألم أو شد في الساق أثناء المشي، وهو مؤشر على احتمالية انسداد شرايين الأطراف السفلية، وغالبًا ما يخف الألم عند التوقف عن الحركة.

كما تشمل العلامات ألمًا أو ضيقًا في الفك والرقبة نتيجة انخفاض تدفّق الدم إلى القلب، وقد تظهر حتى دون وجود ألم صدري.

ويضيف المتخصصون أن تراكم اللويحات في الشرايين التي تغذي العمود الفقري يمكن أن يؤدي إلى التهاب الأقراص مسبّبًا آلام أسفل الظهر، وهو ما قد يجعل المريض أكثر عرضة للانزلاق الغضروفي.

ويُعد التدخين واحدًا من أكبر العوامل المؤذية، حيث تؤدي المواد الكيميائية في التبغ إلى إتلاف الأوعية الدموية وتسريع تصلب الشرايين.

وتشمل مؤشرات أخرى محتملة للانسداد الشعور بتعب شديد، أو تعرّق بارد، أو دوخة، أو مشاكل في الرؤية والتركيز، بالإضافة إلى ألم في الأرداف أو الفخذين أو القدمين، وأعراض هضمية مثل آلام البطن أو الإسهال بعد تناول الطعام.

ويشدد الأطباء على ضرورة مراجعة الطبيب فورًا عند ظهور أعراض خطيرة مثل ألم صدري حاد أثناء الراحة، أو ضيق شديد في التنفس، أو ألم مفاجئ في الساق مصحوب ببرودة القدم، أو ألم في الفك أو الكتف الأيسر مصحوب بالغثيان أو التعرّق.

ويتم تشخيص انسداد الشرايين عبر عدة وسائل منها تخطيط القلب الكهربائي ECG، وتخطيط صدى القلب، واختبارات الجهد، بالإضافة إلى التصوير المقطعي للأوعية أو القسطرة القلبية.

ويعتمد العلاج على تغييرات في نمط الحياة تشمل اتباع نظام غذائي يدعم صحة القلب، وممارسة الرياضة، وضبط الوزن، إلى جانب أدوية لخفض الكوليسترول أو منع التجلطات، وقد يتطلب الأمر تركيب دعامات أو الخضوع لجراحة لتجاوز الشريان المسدود.

أما الوقاية فتعتمد على الالتزام بنظام غذائي متوازن، والنشاط البدني اليومي، والحفاظ على وزن صحي، والنوم الكافي، والسيطرة على التوتر، والامتناع التام عن التدخين، مع الحرص على الفحص الدوري لمستويات الضغط والسكر والكوليسترول.