بلدة ويتبي الساحلية البريطانية تواجه غزو الحفلات وصدام بين السكان
وتحويل متجر تاريخي إلى "بار فايكنج" صاخب

في قلب بلدة ويتبي الساحلية ذات الطابع التاريخي، اندلعت معركة اجتماعية محتدمة بين السكان المحليين ومالكي مشروع جديد يعتزم تحويل متجر حديد قديم من القرن التاسع عشر إلى بار على طراز الفايكنج، وسط مخاوف من تحول المدينة إلى مقصد دائم لحفلات توديع العزوبية الصاخبة.
يخطط القائمون على شركة Valhalla Ltd لتحويل المبنى المصنف كـ”درجة ثانية” إلى حانة بطابع نرويجي تقدم “مشروب العسل” وسط موسيقى **الروك والميتال ليلًا ونهارًا”، مستوحاة من أجواء محاربي الفايكنج.
لكن المشروع المثير للجدل، والمقرر إقامته في شارع Grape Lane التاريخي الذي لا يتجاوز عرضه 12 قدمًا، يثير حالة من الغضب والاستياء بين السكان، الذين يرون في المشروع تهديدًا مباشرًا لهدوء حياتهم اليومية.
جيليان بليسيد (72 عامًا)، المقيمة في المنزل المقابل للمبنى المزمع تحويله، عبرت عن مخاوفها قائلة: “أخشى أن يجبرنا الضجيج على ترك منزلنا الذي عشنا فيه لأكثر من 25 عامًا. لا أريد أن أتنفس دخان المدخنين وهم يتجمعون في الشارع الضيق، وأنا أعاني من الربو”.
وأضافت:”بيتنا يعود إلى عام 1640 ولم يُصمم لعزل الضوضاء، والنوافذ بزجاج فردي.. لسنا بحاجة لمزيد من الحانات، لدينا ما يكفي”.
ويشاركها القلق ريتشارد بيك (50 عامًا) الذي يرى أن منطقة التدخين في البار الجديد ستكون مطلة مباشرة على شرفته الخاصة، وعلق بسخرية: “لدينا بالفعل أكثر من 40 حانة.. لماذا نحتاج إلى واحدة أخرى؟” .
لا تقتصر خطط المشروع على الحانة فقط، بل تتضمن تحويل الطوابق العلوية إلى شقق سكنية ومكان لقضاء العطلات، ما أثار مخاوف من مزيد من السلوكيات المزعجة والضوضاء الليلة، و”الاستخدام غير المناسب لهذا الشارع الضيق ذي التاريخ العريق”.
حتى الآن، لم يُحسم قرار السلطات المحلية بشأن المشروع، وسط اعتراضات متزايدة من السكان الذين يطالبون بالحفاظ على هوية ويتبي الثقافية والتاريخية، بعيدًا عن صخب الحانات والسياحة غير المنضبطة.
وفي الوقت الذي يسعى فيه أصحاب المشروع إلى جذب السياحة وتنشيط الاقتصاد المحلي، يرى الأهالي أن المدينة بحاجة إلى الهدوء والاستقرار، لا إلى “غزو فايكنجي” على الطريقة الحديثة.
تعليقات 0