تحذيرات طبية من تأثير الفيديوهات القصيرة على أدمغة الأطفال

حذرت دراسة طبية حديثة من المخاطر المتزايدة التي تسببها مشاهدة الفيديوهات القصيرة على الأطفال والمراهقين حيث تؤدي إلى تقليص فترات الانتباه لديهم بشكل مقلق ما ينعكس سلباً على وظائف الإدراك وكفاءة الجهاز العصبي وخصوصاً في المراحل الأولى لتكوين الدماغ.
وأكد علماء الأعصاب أن الاعتياد على مشاهدة هذا النوع من المحتوى السريع والمكثف يجعل المخ غير قادر على الاستمرار في التركيز أثناء متابعة أي مادة طويلة سواء كانت مرئية أو مسموعة وهو ما يفسر انجذاب الأطفال للفيديوهات القصيرة أكثر من الأفلام التقليدية بسبب سرعة الإشباع الذهني وضعف القدرة على التحمل المعرفي
الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة سريناخارينوروت التايلاندية ونُشرت في مجلة “المخ والسلوك” أظهرت نتائج مقلقة بعد استطلاع آراء أولياء الأمور حول وقت مشاهدة أطفالهم لمقاطع الفيديو القصيرة ومقارنته بإجمالي وقت الشاشة حيث تبين أن الأطفال يقضون نحو 3.5 ساعة يومياً أمام الشاشات منها ما يقرب من ساعتين لمتابعة فيديوهات قصيرة لا تتعدى أحياناً نصف دقيقة وأشارت الدراسة إلى أن هذه المشاهدة ترتبط بشكل واضح بظهور أعراض مثل التشتت والنسيان وارتكاب أخطاء دراسية وعدم التركيز
كما سلط الباحثون الضوء على ظاهرة “تعفن المخ” وهو مصطلح غير سريري يُستخدم لوصف التدهور المعرفي الناتج عن الإفراط في التعرض لمحتوى إلكتروني رديء وسطحي ومتكرر بشكل سلبي وهي حالة تتسبب في إضعاف قدرات التركيز والتفكير التحليلي والتمييز المعرفي ويُخشى أن تؤدي هذه الحالة إلى ظهور اضطرابات أكثر تعقيداً مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)
وأكدت الدراسة أن العلاقة بين مشاهدة الفيديوهات القصيرة وقلة الانتباه ثنائية الاتجاه حيث إن الطفل الذي يعاني من تشتت ذهني يبحث بشكل طبيعي عن محتوى قصير لا يتطلب جهداً ذهنياً كبيراً كما أن تكرار التعرض لهذا المحتوى يعمق من ضعف التركيز ويدخل الطفل في حلقة مفرغة تؤثر سلباً على مستواه الدراسي وسلوكه الاجتماعي
كما رصدت الدراسة أن الجوانب النفسية والاجتماعية للطفل تتأثر أيضاً حيث يقل التفاعل مع الآخرين وتتراجع المهارات الاجتماعية مثل التعاطف وفهم مشاعر الغير بسبب الانعزال الطويل أمام الشاشة بجانب انخفاض النشاط البدني الضروري لنموه السليم
ونصح الباحثون أولياء الأمور بوضع قواعد واضحة لمتابعة الشاشات بحيث لا تزيد عن وقت معين يومياً مع مراعاة جودة المحتوى المعروض وتفضيل مشاهدة برامج عائلية تجمع أفراد الأسرة لتعزيز التواصل العاطفي مع الأطفال كما شددوا على ضرورة تقنين التعرض لهذه المقاطع خصوصاً للأطفال الذين تم تشخيصهم باضطرابات في التركيز أو فرط النشاط وذلك كجزء من العلاج السلوكي الموصى به
تعليقات 0