تعرق ليلي يكشف مفاجأة قاتلة.. سيدة تكتشف إصابتها بسرطان القولون

كشفت البريطانية تشارلي أوبراين، البالغة من العمر 43 عامًا، عن تفاصيل تجربتها مع المرض، الذي اكتُشف فجأة بعد سنوات من تجاهل إشارات خفية ظنت أنها مرتبطة بمرحلة ما قبل انقطاع الطمث، مثل التعرق الليلي المتقطع.

وفي حديث لصحيفة ديلي ميل، روت تشارلي أن الأطباء شخصوا حالتها بسرطان القولون في مرحلته الثالثة خلال يناير 2025، بعد اكتشاف ورم كبير في القولون كان قد نما ببطء شديد على مدار ثلاث إلى أربع سنوات.

ورغم أن معظم الأعراض الشائعة لم تظهر عليها، إلا أن عرضًا واحدًا غريبًا أنقذ حياتها: التعرق الليلي غير المبرر، الذي اختفى مباشرة بعد إزالة الورم.

إلى جانب التعرق، عانت تشارلي من أعراض أخرى ربطتها لاحقًا بالورم، منها:

آلام وسحب في الجانب الأيسر من البطن

انتفاخ وتقلصات معوية

إمساك متكرر

لكنها لم تعانِ من الأعراض التقليدية مثل نزيف المستقيم، فقدان الوزن، نقص الفيتامينات، أو فقدان الشهية.

في مقطع فيديو نشرته على “تيك توك”، تمت مشاهدته أكثر من 114 ألف مرة، شجعت تشارلي الناس على الانتباه لأجسادهم وملاحظة التغيرات البسيطة، مؤكدة: “إذا كنت أستطيع مساعدة شخص واحد لتفادي هذه التجربة الرهيبة، فكل ما أنشره يستحق العناء”.

بعد نشرها تجربتها، قال العديد من المتابعين إنهم حجزوا مواعيد لإجراء مناظير القولون أو بدأوا الفحوصات الطبية، وهو ما عكس تأثير قصتها في رفع الوعي حول المرض.

علق الدكتور شريف حتة، أستاذ الصحة العامة، قائلاً:”التعرق الليلي قد يكون مرتبطًا بمشاكل في الغدة أو حتى أورام، لكن لا يمكن التأكد دون فحوصات دقيقة وتحاليل معملية”، مشددًا على أهمية عدم تجاهل هذا العرض الغامض.

ووفقًا لدراسات دولية، فإن معدلات الإصابة بسرطان القولون بين الشباب ارتفعت بنسبة 80% خلال الثلاثين عامًا الماضية، بينما ظلت المعدلات مستقرة أو انخفضت بين كبار السن، ما يمثل تغيرًا خطيرًا في نمط المرض التقليدي.

وتتوقع منظمة الصحة العالمية ارتفاع نسبة الوفيات بهذا النوع من السرطان بنسبة 10% بحلول عام 2040، مما يثير القلق بشأن مستقبل الصحة العامة.

اقترح الباحثون عدة تفسيرات لهذه الزيادة المفاجئة بين الفئات العمرية الشابة، منها:

الإصابة ببكتيريا “إي كولاي” في الطفولة

التقدم السريع في العمر البيولوجي بسبب نمط الحياة

التعرض لـ مواد كيميائية في الطعام والهواء والملابس

الإفراط في استهلاك الزيوت النباتية مثل عباد الشمس، الكانولا، الذرة، وبذور العنب

الاعتماد المتزايد على الأطعمة المصنعة بشدة (UPFs)

تجربة تشارلي أوبراين تقدم درسًا إنسانيًا وعلميًا مؤثرًا: أن السرطان قد ينمو بصمت لسنوات، ولا يُكتشف إلا من خلال ملاحظة أعراض تبدو للوهلة الأولى غير مقلقة.

ومن هنا تأتي أهمية الوعي المجتمعي، والفحص المبكر، والاستجابة السريعة لأي تغيّر غير مفسّر في الجسم.