15 ديسمبر 2025 21:06
سيناء الإخبارية
سيناء الإخبارية

جزيرة بلا شوارع ولا فراغ.. “سانتا كروز ديل إيسلوتي ” الأعلى كثافة سكانية في العالم

في قلب البحر الكاريبي، وعلى مساحة لا تكاد ترى على الخريطة، تقف جزيرة «سانتا كروز ديل إيسلوتي» شاهدًا حيًا على واحدة من أكثر التجارب الإنسانية غرابة في العالم.

جزيرة صغيرة للغاية، لكنها تحتضن عددًا من السكان يفوق الخيال، ما جعلها تُصنّف كأعلى جزيرة من حيث الكثافة السكانية على مستوى العالم.

ظلت سانتا كروز ديل إيسلوتي غير مأهولة حتى القرن التاسع عشر، حين بدأ صيادون كولومبيون من أصول إفريقية في التوافد على أرخبيل سان برناردو بحثًا عن مناطق صيد غنية.

وبفضل ارتفاع الجزيرة عن قاع البحر وقربها من الشعاب المرجانية، وجد الصيادون فيها ملاذًا آمنًا يتيح لهم البقاء في البحر لفترات طويلة، قبل أن يتحول هذا التواجد المؤقت إلى استقرار دائم.

ومع مرور العقود، نما المجتمع الصغير تدريجيًا حتى بلغ صورته الحالية شديدة الاكتظاظ.

لا تتجاوز مساحة الجزيرة 0.012 كيلومتر مربع، بينما يُقدّر عدد سكانها بنحو 1200 نسمة، وهو رقم يمنحها لقب الجزيرة الأعلى كثافة سكانية في العالم بفارق شاسع.

ورغم اعتراض بعض السكان المحليين، الذين يؤكدون أن العدد الحقيقي أقرب إلى 900 نسمة، فإن الكثافة السكانية تظل استثنائية بكل المقاييس، وفقًا لموقع Oddity Central.

تضم الجزيرة قرابة 115 منزلًا فقط، وهو تقريبًا الحد الأقصى الممكن للبناء على هذه المساحة الضيقة. ومع استمرار النمو السكاني، لجأ الأهالي إلى الحل الوحيد المتاح: البناء الرأسي.

ورغم أن المنازل متعددة الطوابق وفرت مساحة إضافية، فإنها أثارت مخاوف متزايدة تتعلق بسلامة المباني، خاصة في ظل محدودية الإمكانات والبنية التحتية.

مع ذيوع شهرة الجزيرة عالميًا، بدأ السياح في التوافد لمشاهدة هذا النموذج الفريد من التعايش البشري. إلا أن السكان رفضوا أن يتحولوا إلى مادة للفرجة أو التصوير، فقرروا فرض رسوم دخول على الزوار.

ورغم الفقر وصعوبة الحياة، يؤكد الأهالي تمسكهم بالبقاء في الجزيرة، مشيرين إلى انعدام الجريمة وغياب حوادث السير لعدم وجود سيارات، بينما يتم نقل مياه الشرب من البر الرئيسي مرة واحدة أسبوعيًا.

جزيرة بلا طرق ولا مساحات خالية، لكنها مليئة بالحياة… «سانتا كروز ديل إيسلوتي» تجربة إنسانية فريدة تختصر قدرة البشر على التكيف مهما ضاقت المساحة.