خبير نفسي يحذر: “فخ كليات القمة” يدمر طلابنا نفسيًا
ويزرع دونية اجتماعية زائفة

حذّر الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، من خطورة ما وصفه بـ”فخ كليات القمة”، مؤكدًا أن النظرة المجتمعية المشوهة التي تضع بعض الكليات على قمة هرم النجاح، وتحطّ من شأن غيرها، تُلحق أذى نفسيًا بالغًا بالطلاب وذويهم على حد سواء.
وخلال استضافته في حلقة من برنامج “راحة نفسية” على قناة الناس، اليوم، كشف الدكتور المهدي عن الأبعاد النفسية الكارثية لهذا المفهوم المغلوط، موضحًا أن ضغط الأسر على أبنائها للالتحاق بكليات معينة دون مراعاة ميولهم أو قدراتهم يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس، والدخول في نوبات اكتئاب حادة، بل وقد يدفع البعض إلى قرارات مأساوية نتيجة الشعور بالخذلان أو النبذ.
وأشار إلى أن بعض الطلاب يُجبرون على دخول تخصصات لا تناسبهم فقط لإرضاء توقعات الأهل والمجتمع، مؤكدًا أن هذا الهوس بكليات مثل الطب والهندسة خلق فجوة نفسية وأزمة تقدير ذاتي لدى الآلاف ممن لم ينالوا درجات تؤهلهم لها.
وأضاف: “يأتينا طلاب للعلاج النفسي وهم محطمون تمامًا، نتيجة التعنيف أو المقارنة القاسية مع أقارب أو أشقاء، فقط لأنهم لم يدخلوا كلية يُنظر إليها على أنها ‘قمة’، وكأن الكليات الأخرى ‘قاع’ لا يُعتد به، وهذا تصنيف مهين للعلم نفسه”.
ودعا أستاذ الطب النفسي إلى كسر هذه المنظومة الفكرية السامة، مؤكدًا أن كل الكليات والتخصصات تؤدي أدوارًا متكاملة لا غنى عنها، وأن تصنيف العلوم على أنها مراتب للوجاهة أو الفشل هو محض وهمٍ لا يستند لأي منطق علمي أو إنساني.
وختم المهدي مناشدًا الآباء والأمهات:”احتضنوا أبناءكم كما هم، لا تحوّلوا نتائج الثانوية العامة إلى معيار للحب أو القيمة.. فحب الأبناء غير مشروط، ولا يجوز أن يُربط بمجموع أو مقعد جامعي “.
تعليقات 0