دون صراخ أو توتر.. طرق ذكية لتعليم طفلك ترتيب غرفته
بأسلوب تربوي هادئ

دون صراخ أو توتر ،قد تكون الفوضى أمرًا طبيعيًا في السنوات الأولى من عمر الطفل، حيث تعكس حاجته للاستكشاف والانطلاق واللعب بحرية. إلا أن هذه العشوائية لا ينبغي أن تستمر دون توجيه، بل يمكن تحويلها إلى فرصة تربوية لغرس قيمة النظام بطريقة ذكية، هادئة، ومتدرجة تناسب مرحلته العمرية.
وفي هذا الإطار، يستعرض موقع “سيناء الإخبارية” مجموعة من الأساليب العملية والنفسية، التي نشرها موقع “Glimmr”، لمساعدة الأمهات والآباء على تعليم أطفالهم كيفية ترتيب غرفهم بأسلوب إيجابي يُرسخ السلوك الجيد مدى الحياة:
الطفل مرآة سلوككِ. إذا اعتاد رؤية بيئة مرتبة وراقية من حوله، فسيتعلم النظام دون أن يدرك. الترتيب اليومي للمنزل أمامه، أو اهتمامكِ بنظافة غرفتكِ، يُشكلان درسًا عمليًا يسبق أي توجيه لفظي.
لا تتوقعي من طفلكِ أن ينجز المهام وحده منذ اليوم الأول. شاركيه الترتيب، حددي له جزءًا بسيطًا للقيام به مثل جمع الألعاب، بينما تقومين أنتِ بترتيب الملابس. هذا يخفف العبء عنه ويحول المهمة إلى لحظة تواصل بينكما.
اصنعي معه قائمة بسيطة وملونة للمهام: ترتيب السرير، إعادة الكتب، وضع الملابس المتسخة في السلة… استخدمي رسومات أو ملصقات كرتونية تسهّل عليه تذكّر المطلوب وتُحفّزه على الإنجاز.
قصة قبل النوم، دقائق إضافية للّعب، أو ملصق على لوحة الإنجازات.. كل هذه مكافآت رمزية تحفّز الطفل وتربط السلوك الجيد بشيء يحبه، مما يُكرّس عادة الترتيب لديه.
ساعديه في معرفة مكان كل غرض. استخدمي صناديق أو سلال بألوان مبهجة، واكتبي عليها أو ضعي رموزًا لما بداخلها (لعب – كتب – أدوات فنية…). عندما يعرف الطفل أين يضع الأشياء، تقلّ احتمالات الفوضى.
اجعلي الترتيب وقتًا ممتعًا، لا عبئًا! استخدمي مؤقتًا زمنيًا كجزء من تحدٍ، أو شغّلي أغنيته المفضلة، أو تظاهري بأنك عاملة تنظيف خارقة… كلما زادت المتعة، زادت المشاركة والحماسة.
تذكّري أن بعض الفوضى جزء طبيعي من الطفولة. لا تركزي على المثالية، بل على التكرار الإيجابي للسلوك، حتى لو كان ترتيبًا بسيطًا. الأهم هو غرس العادة لا النتائج المثالية.
راعي سن الطفل وقدراته. الصغير يمكنه فقط جمع اللعب، بينما الأكبر سنًا يمكنه ترتيب الأرفف أو طي بعض الملابس. المهم أن يشعر بالإنجاز لا بالعجز.
لا تتوقعي أن يعرف المطلوب دون شرح. أرشديه خطوة بخطوة، ووضّحي له كيفية فحص ما أنجزه. اجلسي معه وعلّميه بالتجربة كيف يطوي، ويضع، ويرتب، حتى يكتسب المهارة بثقة.
حين يشعر الطفل أن الغرفة ملكه، يصبح أكثر حرصًا عليها. اسمحي له باختيار ألوانها، أو ترتيب أرففها، أو طريقة تنظيم ألعابه… فالشعور بالانتماء يُغذي الشعور بالمسؤولية.
التربية لا تحتاج إلى عصبية أو توبيخ، بل إلى صبر وفن في التعامل.
تعليقات 0